قيادة الأفافاس تعقد لقاءات مع قواعدها ل"إعادة" شرح المبادرة جمع السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، أمناء وقيادات الحزب الفيدراليين، بهدف عرض وتقييم نسبة تقدم جولة المشاورات الثانية التي يجريها الحزب، بهدف البحث عن مخرج للمبادرة بعد الخطوط الحمراء التي وضعتها أحزاب الموالاة ورفض المعارضة ممثلة المشاركة في الندوة. ووجدت قيادة الأفافاس نفسها مضطرة لعقد ندوة تجمع فيها قياداتها المحليين، لشرح تطور مبادرة الحزب، خاصة مع الشروط "الحمراء" التي ملأت الورقة "البيضاء" لحزب الدا الحسين، خاصة وأن قيادات هذا الحزب أصرت على عقد هذه الندوة، وسبق أن صرحت بأن هذا يعد "التزاما أمام المناضلين"، وهو الأمر الذي دفع بالقيادة الجماعية العودة إلى المناضلين لطرح التطورات، وهو الأمر الذي يفهم على أن جبهة القوى الاشتراكية تدرس تأجيل عقد الندوة من تاريخ 23 و24 فيفري إلى موعد لاحق سيتم الإعلان عنه في أوانه، خاصة أن العديد من أحزاب الموالاة أبدت رفضها هذا التاريخ لما يمثله من رمزية ترفض استغلالها، بالإضافة لÇالتشويش" المحتمل من طرف التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي التي اختارت نفس التاريخ لتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية تنديدا باستغلال الغاز الصخري. وأمام حالة الانسداد وعدم وضوح كل التفاصيل حول ندوة الإجماع الوطني، لا يستبعد مراقبون أن تعلن جبهة القوى الاشتراكية نهاية الأسبوع الجاري، عن تأجيل التاريخ الندوة إلى منتصف السنة الجارية، لضبط الرزنامة وتذليل العقبات في جمع الطبقة السياسية بمختلف أطيافها، والعمل من جهتها "الأفافاس" على إيجاد مخرج لتجسيد الشروط "الحمراء" التي أصبحت "تشوه" الورقة "البيضاء"، وتهدد بعدم تجسيدها على أرض الواقع، خاصة أن الأفلان والأرندي وتاج والحالف الوطني الجمهوري رفضوا المساس بشرعية كل المؤسسات المنتخبة المحلية منها والوطنية وهي أبرز النقاط الخلافية بين هذه الأحزاب وتنسيقية الحريات وحتى الأفافاس نفسه الذي يطعن في شرعية العديد من المؤسسات المنتخبة، كما أن الشرط الذي طرحه عمارة بن يونس والمتمثل في رفضه الجلوس لمن أسماهم "الإرهابيين"، في إشارة إلى قيادات الحزب المحل، في الوقت الذي يرفض الأفافاس إقصاء أي طرف مهما كان. وهي المؤشرات التي تهدد بنسف المبادرة ولو في الوقت الراهن. ولمناقشة هذا الوضع المتأزم، عقد السكرتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، اجتماعا مع الأمناء الفيدراليين والمنتخبين، خصص لتقييم الجهود المبذولة في إطار ندوة الإجماع الوطني، واستعراض أهم العراقيل والتحديات التي تواجه المبادرة السياسية الخاصة بالتغيير الهادئ، والاستماع للحلول الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وعقدها منتصف السنة الجارية. وفي الوقت الذي اعتبرت القيادة المحلية لحزب الدا الحسين أن الحل يكمن في ضرورة التوجه إلى القاعدة لتحسيسها بالمشروع، وذلك من تكثيف اللقاءات الجهوية والمحلية، وتفعيل دور المنتخبين أكثر.