تابعت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، عصابة إجرامية مختصة في السطو على منازل الطبقة البورجوازية، هؤلاء المتهمين الذين كانوا يختارون ضحاياهم بعناية ودقة تامة، وفي قضية الحال ستظهر كيفية تنفيذهم لخططهم في الاستيلاء على أموال ومجوهرات ضحاياهم، حيث تورط إلى جانبهم في هذه القضية ابن شقيق الضحية البالغ من العمر 19 سنة، بعد أن قدم لهم وصفا دقيقا لمخطط منزل عمته التي تقطن بنواحي دالي براهيم، ليتمكنوا بذلك من سرقة خزنتين فولاذيتين كانت تحتوي بتاريخ الوقائع المصادف لتاريخ 29 ديسمبر الماضي على مجوهرات ثمينة وأموال بقيمة مليار سنتيم. ابن شقيق الضحية صرح خلال جلسة محاكمته بأنه تعرض لضغوطات كثيرة والتهديد على يد هذه العصابة المتكونة من عدة أفراد، حيث كانوا قد أجبروه قبل تنفيذ مخططهم الإجرامي على مشاركتهم في عملية السطو على منزل عمته الكائن بحي الفردوس بمنطقة دالي إبراهيم، كما تضمنت تصريحاته أن العصابة كانت قد خططت لتنفيذ هذه العملية الإجرامية على مدار 7 أشهر كاملة، وبعد أخذ ورد اتفقوا على تنفيذ مخططهم بتاريخ 29 ديسمبر الماضي. المتهمون كانوا قد تراجعوا قبل يومين من التاريخ المحدد لعملية السطو على فيلا عمته، بعد أن تم توقيفهم على يد قوات الشرطة في تفتيش روتيني، ليستأنفوا عملهم بعد إخلاء سبيلهم، وعندها ترصدوا لمالكي هذه الفيلا، وقرروا الولوج لداخلها بعد أن لاحظوا خروج جميع أفراد العائلة من الفيلا. كما تضمنت تصريحات ابن شقيق زوجة الضحية، أن أحد أفراد العصابة هو من تكفل بالدخول لهذه الفيلا ملثم الوجه ومدججا بالأسلحة البيضاء، حيث كان يضع في كلتا يديه قفازات حتى لا تلتصق بصماته في حائط المنزل، ومن ثم قام بتحطيم إحدى النوافذ ليتمكن من الدخول، وبعد دخوله فتح الباب لباقي أفراد العصابة الذين توزعوا على غرف المنزل لإخلائه من محتوياته، وعندها أخرجوا خزنتين حديديتين تحتويان على مجوهرات ومبالغ مالية طائلة، قدرت إجمالا بمليار سنتيم، إلى جانب بطاقات السحب المغناطيسية، كما استولوا على 4 مفاتيح سيارات ووثائق إدارية. المسروقات تم إخفاؤها بمنزل أحد أفراد العصابة واتفقوا على اقتسامها في آجال لاحق، وبعد تحطيم الخزنتين الفولاذيتين بواسطة منشار كهربائي وبعد إفراغهما ألقوا بها في البحر. التحريات الأمنية بينت تورط إبن شقيق زوجة الضحية، بعد أن صرح الضحية بأنه كان دائم الحضور لمنزله في الآونة الأخيرة، وبعد سماع هذا الشاب اعترف من الوهلة الأولى بأسماء شركائه في الجريمة، مؤكدا في ذات الوقت بأنه سلمهم مخطط المنزل تحت طائلة التهديد، وبعد تفتيش منزل أحد أفراد هذه العصابة ضبطت بحوزته، بعض المجوهرات الثمينة بالإضافة إلى كمية من المخدرات وخرطوشتين من عيار 9 ملم، وعند سماعه اعترف بمكان تحطيمهم لهاتين الخزنتين الفولاذيتين، وبعد عملية تنقيب مكثفة تم العثور على إحداها مرمية في عمق البحر، ليتم بذلك توقيف اثنين آخرين في حين لا يزال باقي المتهمين في حالة فرار من العدالة. دفاع الضحية التمس من هيئة المحكمة عقب مرافعته، إعادة تكييف القضية من جنحة إلى جناية تكوين جمعية أشرار، السرقة بالتسلق والكسر، واستحضار مركبة، وعدم الاختصاص النوعي لمحكمة الحال كونها من اختصاص محكمة الجنايات، منبها إلى أن هذه الوقائع جد خطيرة، خاصة وأن المتهمين خططوا للسطو على المنزل على مدار أشهر وكيفية تنفيذهم لمخططهم الإجرامي. وبعد المناقشات القانونية التمست النيابة تسليط عقوبة 7 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة 500 ألف دج في حق المتهمين الماثلين للمحاكمة و10 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة مليون دج في حق المتهمين الفارين من العدالة مع إصدار أوامر بالقبض ضدهم، في حين تم تأجيل النطق بالحكم.