انسحب عدد من منتخبي بلدية قسنطينة من جلسة الدورة العادية للمجلس المنعقدة أول أمس، بسبب خلافات ومناوشات كلامية حادة مع ”المير” وعدد من الأعضاء، واتهم عدد من المنتخبين صراحة رئيس المجلس الشعبي البلدي بالاستبداد في الرأي واصفين إياه بالديكتاتوري. شهدت هذه الجلسة التي حضرنا جانبا منها جدلا كبيرا بين ”المير” وعدد من الأعضاء الذين فضلوا الانسحاب تباعا من الجلسة المشحونة، رافضين المواصلة، بسبب ما أسموه عدم وجود شفافية كافية من قبل رئيس البلدية ونوابه حول المشاريع التي تمرر في كل دورة، مقدمين جملة من الانتقادات حول طريقة سير المجلس، وهي التهم التي رد عليها الرئيس بعدم وجود اهتمام من قبل المنتخبين المعنيين وعدم تقديمهم لأي اقتراحات أوبدائل ظاهرة. وأوضح النائب سويسي، أحد رجال العمال المعروفين بمدينة قسنطينة، أنه قرر الإنسحاب لأن رئيس المجلس الشعبي لا يسمع لأحد ويفرض منطقه، وذهب زميل له رافقه في الانسحاب إلى وصف المير بالديكتاتوري، حيث خاطبه بقوله أمام الملأ والصحفيين: ”انت ديكتاتوري ومابقاتش الخدمة معك”. وأثنى رئيس المجلس الشعبي البلدي، سيف الدين ريحاني، على عدد من المنتخبين والمنتخبات، قائلا أن اغلب المنتخبين يلهثون وراء الراتب لا غير عكس بعض المنتخبين، وراح يسمي عددا من النساء والشابات عضوات في المجلس، وهو ما زاد من تذمر الأعضاء. ورغم المناوشات الكلامية وانسحاب قرابة 10 أعضاء، صادق أعضاء المجلس على صفقتين بالتراضي البسيط مع مؤسسة ”سوبت” للنظافة بقيمة إجمالية فاقت 32 مليار سنتيم، من أجل رفع النفايات المنزلية ب 29 قطاعا وإزالة الردوم والنفايات الصلبة من وسط المدينة التي تغرق في النفايات باعتراف المير، حيث تأتي هذه الخطوة لضمان النظافة بالبلدية خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. وقد عرفت المصادقة على هذه الصفقة جدلا بين بعض الأعضاء الذين طلبوا الاستفسار عن سبب عدم المرور على لجنة الصفقات العمومية وتفضيل صيغة التراضي التي مُنعت في الفترة السابقة، حيث أكد ”المير” أن العملية تمت بعد موافقة وترخيص من قبل الوالي. كما أثارت فضية منح مقهى واقع بشارع كركري بوسط المدينة لفريق مولودية قسنطينة جدلا كبيرا، حيث تساءل منتخبون: ”لماذا فريق مولودية قسنطينة دون غيره؟”، وكذا صفقة أخرى مع مؤسسة سعيدة مهندرا للسيارات بغرض إقتناء 10 سيارات نفعية. كما تمت المصادقة أيضا على عدة صفقات، أبرزها صفقة مع المقاول بهناس احمد، خاصة بإنجاز مبنى بلدي بحي زواغي، وأخرى خاصة بتهيئة محطة المسافرين الشرقية بقسنطينة التي تم غلقها كما هو معلوم منذ أشهر، وتحويل الناشطين بها إلى محطة مؤقتة أقيمت بمدخل المنطقة الصناعية بالما.