كسرت أمس، تونس، شوكة الخوف، ونجحت في تنظيم مسيرة عالمية مناهضة للإرهاب شارك فيها زعماء ورؤساء دول عربية وغربية، يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال، إلى جانب آلاف التونسيين، وذلك ردا على الهجوم الإرهابي على متحف باردو، الذي أسفر عن مقتل 23 شخصا أغلبهم من السياح. انطلقت المسيرة على الساعة 11 من ساحة باب سعدون، وسط العاصمة، تحت إجراءات أمنية مشددة، سلكت شارع ”20 مارس”، متجهة إلى ساحة باردو، قبالة مجلس النواب التونسي، ومنها إلى المتحف المحاذي لمقر البرلمان، حيث تم تدشين نصب تذكاري، ورفع المشاركون الذين قدر عددهم بأكثر من 20 ألف، بينهم سياسيون، نقابيون وحقوقيون، العلم التونسي وشعارات منددة بالإرهاب. وتقدم الوزير الأول عبد المالك سلال، المسيرة العالمية المناهضة للإرهاب التي جاءت تحت شعار ”بوحدتنا ننتصر على الإرهاب”، ورافقه كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي حضر رفقة وفد يضم رئيس البرلمان كلود برتولون، ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية إليزابيت إيغو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس البولندي ورئيس الغابون، إلى جانب رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينزي، ووزيرا خارجية كل من إسبانيا وهولندا، ونائب رئيس الوزراء التركي. ”داعش” يدخل على الخط ويعلن مشاركته في مسيرة تونس؟ وفي ذات السياق أعلن تنظيم ”داعش” الإرهابي عبر منبره الإعلامي ”إفريقية للإعلام” أن مندوباً عنه سيكون حاضراً في المسيرة، وبحسب موقع ”العربية”، قال التنظيم إن مندوبه سيكون مشاركاً في المسيرة، وسيكون ”سلاحه الكاميرا فقط”، وهو ما أثار ردود أفعال كبيرة، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعت التعليقات إلى ضرورة أخذ تهديدات داعش على محمل الجد، إلا أن مختصون أكدوا أن الإعلان عبارة عن إشارة لإطلاق حرب نفسية، بهدف بث الرعب والتخويف لإثناء التونسيين عن المشاركة في المسيرة. السبسي: لن نخضع للإرهاب وعندما تكون تونس مستهدفة من الإرهابيين فإن الجميع يقف كرجل واحد من جهته، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في كلمة ألقاها أمام قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في المسيرة الدّولية المناهضة للإرهاب، إن ”التونسي لن يخضع للإرهاب وعندما تكون تونس مستهدفة من قبل الإرهابيين فإن الجميع يقف كرجل واحد أمام هذه الظاهرة للّدفاع عن أرض الوطن”، معبرا عن ”شكره وتقديره وامتنانه لكل أحباء تونس بالخارج من رؤساء دول وحكومات سواء منهم القادمون من المغرب العربي الكبير أو من أوروبا”. خديجة قوجيل عشية المسيرة الدولية المناهضة للإرهاب التي حضرها عبد المالك سلال تونس تعلن مقتل الإرهابي الجزائري لقمان أبو صخر و9 مسلحين آخرين السبسي: ”التعاون الذي تحظى به تونس من طرف الجزائر خفّف كثيرا من وطأة الإرهاب” أعلن رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، عن مقتل الإرهابي الجزائري لقمان أبو صخر و8 إرهابيين من كتيبة عقبة بن نافع، خلال عملية أمنية بمنطقة سيدي عيش، من ولاية قفصة، خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد. وأوضح الصيد، في ندوة صحفية، أن الإرهابي خالد الشايب، المكنى ‘'لقمان أبو صخر''، كان من ضمن الإرهابيين التسعة الذين تم القضاء عليهم من قبل وحدات الحرس الوطني، وقال إن الوحدات الأمنية تمكنت خلال العملية من القضاء على أخطر العناصر الإرهابية في كتيبة عقبة ابن نافع. ووصف رئيس الحكومة التونسية العملية بالهامة في برنامج الحكومة لمقاومة الإرهاب، مضيفا أن العملية تم التخطيط لها من قبل وحدات الأمن الداخلي بالتعاون مع وحدات الجيش، معتبرا أنها تمثّل أول ردة فعل قوية ضد الهجوم الإرهابي على متحف باردو الذي خلف 22 قتيلا أغلبهم من السياح الأجانب. من جهة أخرى، قال الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، إن التعاون الذي تحظى به تونس من طرف الجزائر والدعم الذي توليه للتونسيين، خفّف كثيرا من وطأة الإرهاب الذي يضرب البلاد من حين لآخر، مضيفا أن بلاده تحيي التعاون الجزائري معها في مواجهة الإرهاب.