صدرت في الأيام الأخيرة الماضية رواية جديدة بعنوان “كولونيل الزبربر” للروائي الجزائري الحبيب السائح عن دار الساقي للنشر. وتعالج الرواية ظروف استشهاد مجموعة من الأشخاص الذين ناضلوا في سبيل استقال الجزائر, وهي ظروف غامضة ومبهمة, حيث ألقى الحبيب السائح الضوء على طريقة استشهاد مجموعة من الأبطال الجزائريين الذين قاوموا المستعمر الفرنسي, مثل الشهيد عميروش, سي الحواس, مصطفى بن بولعيد وعيسات إدير والعربي بن مهيدي وغيرهم, كما تطرقت الرواية إلى قضية الأجانب الذين ساهموا في الثورة الجزائرية بينما كانوا إلى جانب قوات المستعمر الفرنسي ولكنهم انقلبوا لينضموا لصفوف جبهة التحرير الوطني. وتتطرق الرواية إلى قصة عن طاوس الحضري تلك الفتاة في الرابعة والثلاثين من عمرها, تكتشف حياة جدها مولاي الحضري المكنّى بوزڤزة والضابط السابق في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري خلال حرب التحرير, والذي كان قد غادر الحياة السياسية, بعد الاستقلال, احتجاجا على إعدام أصغر ضابط برتبة عقيد في صفوف جيش التحرير وهو العقيد شعباني بتهمة الخيانة وهي القضية المعروفة في الجزائر والتي مازالت تثير الجدل حتى هذا الوقت. وترك جد الطاوس لابنه جلال الحضري, الملقب كولونيل الزبربر, مذكرة ترك فيها يومياته أثناء الحرب التحريرية بكل ما تحمله من معاناة ومشاهد التعذيب والإعدامات وغيرها من الممارسات الاستعمارية مرفقة بشهادة من طبيب جزائري يسرد فيها وقائع من الحرب. وتحمل رواية “كولونيل الزبربر” نوعا من الجرأة التاريخية نظرا لتطرقها لمواضيع حساسة مرتبطة بتاريخ حرب التحرير, وبعض الأحداث التي كانت سائدة آنذاك, ما سيجعلها تشكل نوعا من اللغط عند نزولها للمكتبات في الجزائر.