استذكرت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية وعلى أعتاب عيد العمال المشاكل التي لا تعد ولا تحصى، والانتهاكات العديدة والاستغلال الفاضح لهذه الفئة من العمال البسطاء الذين يقومون بالكثير من الاعتصامات والإضرابات للمطالبة بحقوقهم المشروعة. وقال بحاري علي رئيس النقابة ”نستذكر المآسي الكبيرة التي حصلت للكثير من هاتين الفئتين من العمال بقطاع التربية الوطنية، فكم من عامل مات حرقا وهدما وانتحارا بل وفي أحيان كثيرة هما وغما، وهذا عيدهم الذي يفترض أن يكون عيدا حقيقيا. وأضاف بحاري في البيان الخاص باليوم العالمي للشغل ”كم من عامل مات أثناء عمله لعدم توفر مقومات السلامة للعمال وهي حق مشروع للعامل، والقصص المؤثرة لعمال ماتوا أثناء عملهم مثل العامل المهني صنف 1 الذي مات بمتوسطة جميل صدقي الزهاوي بالدار البيضاء الذي سقط من أعلى الشجرة، وكذلك العامل المهني صنف 3 بمتوسطة نوار قاسم حي الأساتذة وهران وحده العامل المسكين يدفع ثمن جشع المسؤولين، وكأننا عدنا إلى زمن العمال العبيد في الجاهلية، في ظل عاملات كثيرات سرقت حقوقهن بسبب الاستغلال الكبير وعدم معاملتهم بإنسانية من طرف رؤساء المؤسسات”. وتسائل بحاري متعجبا ”كم من عامل يذهب إلى عمله منذ الفجر وحتى آخر الليل، ثم يعود إلى منزله مستأجر بدون الأجر الذي يحفظ له الحياة الكريمة وعائلته؟، مؤكدا أن الكثير من أصحاب الشهادات العليا والذين قضوا لياليهم سهرا حتى تحصلوا عليها ومع ذلك لا يعملون بما يتناسب وقدراتهم وكفاءاتهم لأنه وببساطة، خاصة وأنه تعم قطاع التربية الوطنية خصوصا آفة كبرى اسمها الواسطة حيث يستلم الوظيفة أو يحصل على الترقية من كان على صلة بأصحاب النفوذ، وليس من يستحقها كثير من العمال طرد من عمله تعسفيا وأحيانا بعد أن أفنى عمره مخلصا لوظيفته”. وعشية عيد العمال حذر بحاري من مواصلة هجرة الشباب النابغ لأنه لم يجد من يمسك بيده ويحقق طموحاته ويقدر اختراعاته واكتشافاته، في ظل أن ”كثير من العمال لا يعرفون حقوقهم أصلا كثير منهم يعيشون أسوأ أنواع العذاب والمعاناة. وأمام هذا دعا بحاري تدخل الدولة تأمين العمل المتناسب مع القدرات الجسدية والفكرية للفرد، محذرا في ذات السياق من المشكلة الكبرى المنتشرة بين الشباب، في إشارة إلى المحطمة للفرد وللمجتمع، والبطالة المؤدية للفراغ القاتل والذي يؤدي في معظم الأحيان إلى الانحراف، يجب أن تكون العلاقة بين العامل ورب العمل قائمة على أساس العدل”. هذا وختم بحاري تصريح باستفهامات عدة وقال ”في عيد العمال نسأل: هل يكفي أن يعطل العامل بعيده؟ وهل مطالب العمال تتحسن؟ وهل الأجور أفضل؟ وهل هي منصفة وعادلة؟”.