نجح فريق طبي أردني في معالجة أربع حالات تعاني من السكري بزراعة خلايا جذعية في البنكرياس، تمكنت بعد فترة وجيزة من إعادة إفراز الإنسولين والشفاء من مرض السكري النوع الأول. وأعلن ذلك رئيس فريق الجروح المزمنة في الخدمات الطبية الملكية العميد الدكتور حازم حبوب - الذي أجرى زراعة الخلايا الجذعية - خلال مؤتمر صحفي في افتتاح مؤتمر العناية بالجروح وإنقاذ أطراف مرضى السكري الذي بدأ في عمان أول أمس، قائلا:”لقد قمنا بزراعة خلايا نقية في بنكرياس المريض مباشرة عن طريق القسطرة دون اللجوء لأي جراحات أو تخدير عام، مما أدى لتجنب الأخطار المحتملة”. وأوضح المتحدث أن إعادة إحياء البنكرياس دون آثار جانبية يعطي أملا جديدا لمرضى السكري من النوع الأول الذي يعاني منه الأطفال، مبينا أن الفريق الطبي حقن الشعيرات الدقيقة التي تغذي البنكرياس بالخلايا الجذعية، ما قاد لاستغناء المرضى عن الأنسولين بعد أبحاث استمرت سنتين. من جهة أخرى، قال رئيس قسم الأطفال في جامعة شيكاغو الأمريكية، البروفيسور مارك هولتر، إن مرضى السكري الذين عولجوا بالخلايا الجذعية تعافوا وأصبحوا غير معتمدين على الإنسولين، وتوقع أن تنشر نتائج التجربة الأردنية وتعمم عالميا. فيما كشف الدكتور أديب الزعبي إن تكلفة علاج الحالة الواحدة تصل إلى 28 ألف دج أردني (تعادل 42 ألف دولار) وهي تكلفة معقولة إذا قورنت بمثيلاتها في الولاياتالمتحدة وجزر الكاريبي البالغة 145 ألف دولار، مضيفا:”طريقتنا الأردنية تعتمد ركيزتين أساسيتين: الأولى إيقاف الهجوم المناعي على الخلايا المفرزة للإنسولين (بيتا)، والثانية زراعة خلايا جذعية في البنكرياس لتصنيع خلايا بيتا جديدة مفرزة للإنسولين، وذلك باستخلاص خلايا من المريض نفسه وتنقيتها بهدف الحصول على خلايا نقية”. وأوضح أنه تم استخدام الطريقة على أربعة مرضى: ثلاثة رجال وطفلة عمرها 13 سنة، كانوا يعانون من السكري ويتناولون جرعات من الأنسولين بمعدل ثلاث جرعات يوميا تراوحت بين عشرين وثمانين وحدة. وبين الزعبي أن متابعة للمرضى استمرت من 22 إلى 51 شهرا أظهرت أنه لم تظهر على أي منهم أي أعراض جانبية سلبية لزراعة الخلايا الجذعية، وأن ثلاثة توقفوا عن تناول الإنسولين تماما بعد ستة أشهر من الزراعة، ومازال الرابع قيد المتابعة. وأشارت التحاليل المخبرية للمرضى إلى انخفاض كبير في معدل السكر التراكمي في دمائهم (HbA1c) إلى 7. كما بينت الفحوص - وفق الزعبي - أن المرضى بدؤوا بتصنيع الإنسولين حتى وصل لمستويات طبيعية عند ثلاثة منهم، معتبرا أن العلاج بالخلايا الجذعية وإيقاف الهجوم المناعي على البنكرياس يمثلان بارقة أمل لمرضى السكري ونوعية حياتهم وذويهم وحمايتهم من الكثير من الأمراض وتلف أنسجة أعضاء الجسم مثل القلب والكبد والكلى والعيون والجهاز العصبي.