من أكثر الأمراض التي تركز عليها الأبحاث العلمية السكري الذي يتزايد المصابون به في العالم، والهدف الآن إيجاد وسائل علاج جديدة تعوض حقن الإنسولين في مواجهته بحيث يختبر العلماء حاليا إمكانية استخدام أجسام مضادة لعلاج النقص في إنتاج هورمون الإنسولين لدى المرضى. ويوضح إلمار ييكل من كلية الطب في هانوفر أن العلماء يبحثون عن مواد فعالة تمنع هدم خلايا بيتا المنتجة للهرمون، وهي طريقة تناسب خصوصا من هم في بداية مسار المرض، لأنهم في هذه الحالة لديهم عادة وقت التشخيص الأولي بنسبة 15 بالمائة، من خلايا إنتاج الإنسولين الفعالة. وتتركز وظيفة الأجسام المضادة في هذه الحالة على حماية باقي الخلايا من التلف، وبهذا لن يحتاج المريض للحقن المستمر بالإنسولين. لكن الدراسات الدولية ترصد تضاربا واضحا في نتائج بعض الإجراءات الوقائية. ففيما رصدت استفادة كبيرة لمرضى السكري في أوروبا وأميركا من عقار (تيبليزوماب) الوقائي، جاءت درجة الاستفادة في آسيا متواضعة للغاية. ويرجع الطبيب إلمار ييكل الاختلاف إلى إمكانية وجود أسباب أخرى للإصابة بالسكري (النوع الأول) في آسيا مقارنة بأوروبا، علاوة على أن الدراسات تظهر أن معظم المصابين به في آسيا يعانون زيادة في الوزن، في حين يتسم معظم المرضى في أوروبا بالنحافة، ويحاول العلماء أن يفهموا بوضوح سبب الاختلاف في تعامل مرضى النوع الأول من السكري مع العلاجات الواقية. ولا تتوقف مساعي العلماء عند البحث عن الأجسام المضادة، بل هناك إستراتيجيات وقاية متعددة. ففي البرازيل يستعينون بخلايا جذعية من الدم، بحيث يدمر النظام المناعي باستخدام الإشعاع قبل حقن الجسم بخلايا دم جديدة، على أمل أن تتعامل بسلام مع خلايا بيتا البنكرياسية ولا تدمرها، وهي طريقة تشير النتائج الأولية إلى فعاليتها. وهناك إستراتيجية يركز عليها الباحثون في أمريكا وألمانيا وإسرائيل هي التعامل في العلاج مع الكبد، الذي من المعروف أنه يجدد نفسه بانتظام، مما يسهل استئصال بعض أنسجته بما لا يلحق ضررا بالمريض. ونظرا للتشابه الكبير بين خلايا الكبد وخلايا البنكرياس، لا يجد العلماء صعوبة بالغة في إجراء تغييرات جينية على خلايا الكبد لجعلها تستطيع إنتاج الإنسولين. يقول ييكل (نجح هذا الأمر في عالم الحيوان لكن السنوات الخمس إلى العشر المقبلة ستكشف مدى فعالية فكرة الاستعانة بخلايا الكبد كبديل لإنتاج الإنسولين). ويتوقع الطبيب ييكل أن يبدأ التداول الأولي لهذه اللقاحات الخاصة بالنوع الأول من مرض السكري في ثلاثة أعوام. ولا تقتصر هذه الأخبار الجيدة على مرضى النوع الأول من السكري فحسب، إذ من المرجح أن يسوق قريبا عقار قد يغني المرضى عن الإنسولين، لأنه يجعل الكلى تطرد سكري الدم الزائد مع البول. كما يحذر المختصون من أن حَقن الأنسولين بالموضع نفسه يضرّ بالأنسجة، حيث تتكون ندبات وأنسجة دهنية مما يحول دون امتصاص الإنسولين بقدر متساوٍ، لذا تنصح مجلة الصيدليات الحديثة الألمانية مرضى السكري بتغيير موضع حَقن الإنسولين بانتظام، مشيرة إلى أن من المناسب الحَقن في منطقة البطن أو الأرداف أو الفخذين. ويمكن تقسيم منطقة محيط الصرة إلى أربعة أرباع، وتغيير موضع الحقن بين هذه الأرباع أسبوعيا. بينما يمكن تقسيم منطقة الفخذين إلى منطقتين في كل فخذ، مع مراعاة وجود مسافة لا تقل عن 2.5سنتيمتر بين مواضع الحَقن في كل منطقة.