”إعراب المنادى” يربك المترشحين لعدم وجوده في المقرر شرع أمس ما يزيد عن 800 ألف مترشح في أولى امتحانات شهادة البكالوريا عبر مختلف ولايات الوطن، ميزتها هذه السنة سهولة المواضيع والتي كانت فوق العادة في مادة اللغة العربية، غير أن هذه السهولة عكرت صفوها التجاوزات والفضائح التي مست من مصداقية هذا الامتحان الذي خسرت من أجله ملايير الأموال، وهذا على إثر تورط لجنة صياغة الأسئلة مرة أخرى في خطأ في امتحان مادة الأدب العربي للشعبة العلمية ونسب قصيدة إلى محمود درويش وهي في حقيقة الأمر لنزار قباني وكذا فضيحة تصوير مواضيع الامتحانات عن طريق 3 جي من قاعات الإجراء ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي بشكل واسع بحثا عن الإجابات، إضافة إلى مطالبتهم بإعراب ”المنادى” غير الموجود أصلا في برنامج الثالثة ثانوي للشعب العلمية والرياضية. لم تنطلق امتحانات الباك لهذه السنة بشكل عادي، حيث اهتزت مواقع ”الفايسبوك” وبعد أقل من نصف ساعة من توزيع مواضيع مادة العربية في مراكز الامتحانات، وهذا بعد أن نشرت على الأنترنت من داخل القاعات باستغلال الهواتف الذكية، حيث نشرت منذ الدقائق الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي مواضيع أسئلة الامتحانات، على المباشر، وحسب الصور تم التقاطها من طرف المترشحين أنفسهم من خلال هواتفهم الذكية وبثها على الأنترنت. وقال أحد الأساتذة من الجنوب الكبير ل”الفجر” أنه بعد ربع ساعة من زمن الامتحان بتصوير مواضيع الامتحانات عن طريق 3 جي من قاعات الإجراء ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي بحثا عن الإجابات، منتقدا بذلك هذه العملية التي وصفها بالمهزلة، في ظل حديث الوزيرة على حراسة مشددة ومنع نقل الهواتف النقالة التي يبدو أنها سمحت باستعمالها، وما دل ذلك خاصة وأن الجولة التي قادت ”الفجر” إلى بعض المراكز بالعاصمة على غرار مركز ابن الناس ومركز الإدريسي وعمر بن الخطاب أن المترشحون لم يعرضوا على التفتيش، وطلب منهم فقط وضع أجهزتهم على المكاتب وغلقها في حين تمت مطالبة في أقسام أخرى إخراجها من الأقسام دون تفتيش أصحابها، فيما كانت الحراسة غير مشددة. هذا وكشفت الجولة أيضا عن نقص فادح في أوراق الإجابة في مركز ابن الناس واستنكر التلاميذ ذلك وقالو ”نخلصو 1500دج والأوراق ب”الشحة”. هذا فيما تفاجأ آلاف المترشحين لشعب العلوم التجريبية والرياضيات وتقني رياضي وتسيير واقتصاد، بخطأ في موضوع اللغة العربية حيث تضمن قصيدة ”شعراء الأرض المحتلة” منسوبة للشاعر محمود درويش، في حين أن القصيدة تعود للشاعر نزار قباني. وقال في هذا الشأن قويدر يحياوي المكلف بالإعلام على مستوى نقابة ”أسنتيو” أنه ”يؤثر على الإجابة ويشتت فكر التلميذ وهو خطأ غير مسموح، إن الخطأ الذي وقعت فيه اللجنة لا يغتفر خاصة وأنه جاء في امتحان رسمي ويكتسي أهمية خاصة في المنظومة التربوية علاوة على كونه يؤثر على الإجابة ويشتت فكر التلميذ وهو بالتالي خطأ غير مسموح ويؤكد أن معدي الأسئلة في شهادة البكالوريا 2015 لا يفرقون بين الشاعر الفلسطيني محمود درويش والشاعر السوري نزار قباني وهو أمر خطير ويهدد مصداقية شهادة البكالوريا. أول يوم من الباك ينتهي بإشاعات تسرب مواضيع الشريعة وأكد المتحدث من وزيرة التربية شخصيا أنها لا تلتزم الصمت حيال الأخطاء المتكررة المسيئة للمنظومة التربوية عامة ولشهادة البكالوريا خاصة مطالبة بمعاقبة المتسببين في ذلك مهما كانت مسؤولياتهم ومناصبهم، متسائلا ”هل كانت لوزارة التربية ومفتشي المادة أن يتسامحوا مع أستاذ أعاد هذا الموضوع في امتحان عادي لقسمه مستغربا الوقوع في هذا الخطأ خاصة وأنه لا يمكن لشاعر فلسطيني أن يمدح نفسه مشددا على معاقبة المتسببين فيها عن قصد أو بسبب سوء التسيير والجهل ومهما كانت..”، مضيفا ”فلا يعقل أن يصل الخطأ لعدم التفريق بين عملاقين من شعراء القومية العربية. خاصة وأن هذا الخطأ سوف يؤثر على أجوبة البناء الفكري المقدرة ب12 نقطة متساءلا عن كيفية تعامل وزارة التربية مع هذا الخطأ أم أنها سوف تتجاهله وتعتبره لا حدث وتتعمد، كما أشار المتحدث إلى أن لجنة صياغة الأسئلة وقعت في خطأ آخر حيث تم مطالبة المترشحين بإعراب المنادى وهو درس غير مبرمج في التوزيع السنوي للشعب العلمية. في المقابل حمّل يحياوي مسؤولية تصوير مواضيع الباك ووضعها في الأنترنت للوزارة التي رفضت العمل بمقترح تعميم أجهزة التشويش في مراكز الامتحان من أجل قطع شبكة الاتصال على جميع الهواتف النقالة داخل المركز وعزله على الوسط الخارجي وأضاف ”أن الدولة رصدت لهذه الامتحانات أموال ضخمة وتحضيرات مادية ومعنوية طوال السنة لا يسمح بالخطأ المطبعي فما البال بنسب قصيدة لغير شاعرها وإدراج كلمة في الإعراب غير موجودة أصلا في البرنامج” وحدث كل هذا في ظل تداول المترشحين فيما بينهم إشاعات عن تسريب مواضيع امتحان العلوم الاسلامية بولاية تيزي وزو وعن طريق الأنترنت التي كانت تخص مواضيع الربا والنسب وحجة الوداع ودعو الوزارة إلى التحقيق لأن القضية تشوش عليهم.