قصيدة للشاعر قبّاني تُنسب إلى درويش وتخلط أوراق المترشّحين* * إغماءات واضطراب بسبب خطأ في موضوع اللّغة العربية* * نشطاء فايسبوكيون: (إنها جريمة في حقّ الأدب وفي حقّ المترشّحين)* شهد أوّل أيّام (باك 2015) فضيحة حقيقية، حين تفاجأ آلاف المتقدّمين لامتحانات شهادة البكالوريا التي انطلقت أمس بخطأ كارثي في موضوع اللّغة العربية لشعب العلوم التجريبية والرياضيات وتقني رياضي وتسيير واقتصاد، حيث تضمّن قصيدة (شعراء الأرض المحتلّة) منسوبة إلى الشاعر محمود درويش، في حين أن القصيدة هي للشاعر نزار قبّاني. كان الارتباك واضحا على وجوه كثير من التلاميذ حتى قبل الدخول إلى أقسام الامتحان المصيري من خلال ما لاحظته (أخبار اليوم) خلال جولة قامت بها في بعض مراكز امتحان شهادة البكالوريا شرق الجزائر العاصمة، قبل أن يُصدم تلاميذ الشعب المذكورة سابقا بخطأ من العيار الثقيل، حين لم ينتبه أحد من الأساتذة المشرفين على إعداد الامتحان الخاص باللّغة العربية إلى أن القصيدة التي سبقتها عبارة قال الشاعر محمود درويش هي للشاعر نزار قبّاني. والغريب في الأمر أن اسم الشاعر محمود درويش ورد في نصّ القصيدة، حيث وجّه له قبّاني التحية قائلا: محمود درويش.. سلاما. وعلمت (أخبار اليوم) بأن الفضيحة التي هزّت وزارة بن غبريط تسبّبت في حالة من الإحباط والاضطراب بين التلاميذ الممتحنين وأدّت إلى إغماءات على مستوى بعض المراكز. وأوضح بعض التلاميذ في تصريح ل (أخبار اليوم) أن خطأ مادة اللّغة العربية فاقم الخوف المكنون في داخلهم وجعلهم يفقدون التركيز، حيث أصبحو أكثر اضطرابا، ممّا أفضى إلى تدخّل أخصّائيين نفسانيين لتهدئة التلاميذ وطمأنتهم، ومن شدّة قلقهم أبدى بعض التلاميذ رغبتهم في عدم مواصلة إجراء الامتحانات، وهو دليل على حدّة وخطورة الفضيحة التي تتحمّل وزارة التربية الوطنية والديوان الوطني للامتحانات والمسابقات مسؤوليتها الكاملة. وتضاف إلى هذه الفضيحة فضيحة استخدام الهواتف النقّالة رغم منعها داخل أقسام الامتحانات، وفي هذا الصدد انتشرت منذ الدقائق الأولى من بداية امتحانات البكالوريا بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مواضيع أسئلة الامتحانات على المباشر، ما يشير إلى ضعف الرقابة في بعض الأقسام. وقد صنعت الفضيحة المدوّية الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي واعتبرها نشطاء بمثابة الجريمة الكبيرة في حقّ الأدب العربي وفي حقّ المترشّحين، معتبرين أنه لا يُعقل ارتكاب خطأ من هذا النّوع في امتحان مصيري مثل البكالوريا. فضائح وزارة بن غبريط تتواصل قال مختار بن يطو، عضو في النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية (السناباب)، إن الخطأ الذي جاء في موضوع اللّغة العربية لشعب العلوم التجريبية والرياضيات وتقني رياضي وتسيير واقتصاد يعتبر سلسلة من مسلسل الفضائح لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، مشيرا إلى أن هذه الفضائح جاءت تتمّة لفضيحة إلغاء امتحان شهادة التعليم الابتدائي، علما بأن شهادة البكالوريا مصيرية ولا يستهان بها ومن المفترض أن لا تحمل مثل هذه الأخطاء. وأردف بن يطو أن هذه الفضيحة والمغالطة تضاف إلى مسلسل فضائح الامتحانات الرسمية، ففي امتحان اللّغة العربية تنسب قصيدة شعرية إلى محمود درويش وهي للشاعر نزار قبّاني وهذا نوع من المغالطة زرع البلبلة والتردّد لدى الطلبة في امتحان مصيري. للتذكير، شرع أمس أزيد من 853 ألف و780 مترشّح عبر مختلف ولايات الوطن في إجراء امتحانات شهادة البكالوريا لدورة جوان 2015، وهو أعلى رقم للمترشّحين لهذه الامتحانات المصيرية منذ الاستقلال، والتي ستدوم إلى غاية يوم الخميس المقبل، وتتميّز هذه الدورة بإلغاء عتبة الدروس المرجعية على خلاف ما جرت عليه السنوات الأخيرة. وأشرفت وزيرة التربية نورية بن غبريط على إعطاء إشارة انطلاق امتحانات البكالوريا هذا العام من ولاية أدرار. نصّ القصيدة فيما يلي النصّ الكامل لقصيدة الشاعر السوري الرّاحل نزار قبّاني التي نسبها (أساتذة بن غبريط) زورا وبهتانا إلى الشاعر الفلسطيني الرّاحل محمود درويش: شعراء الأرض المحتلّة 1 شعراء الأرض المحتلّة يا من أوراق دفاتركم بالدمع مغمسة والطين يا من نبرات حناجركم تشبه حشرجة المشنوقين يا من ألوان محابركم تبدو كرقاب المذبوحين نتعلّم منكم منذ سنين نحن الشعراء المهزومين نحن الغرباء عن التاريخ وعن أحزان المحزونين نتعلّم منكم كيف الحرف يكون له شكل السكّين 2 شعراء الأرض المحتلّة يا أجمل طير يأتينا من اللّيل الأسود يا حزنا شفاف العينين نقيا من صلاة الفجر يا شجر الورد النابت في أحشاء الجمر يا مطرا يسقط... رغم الظلم ورغم القهر... نتعلّم منكم.. كيف يغنّي الغرق من أعماق البئر نتعلّم.. كيف يسير على قدميه القبر نتعلّم كيف يكون الشعر فلدينا قد مات الشعر ومات الشعراء... الشعر لدينا درويش يتربّع في حلقات الذكر والشاعر يعمل حُوذِيّا لأمير القصر الشاعر مخصي الشفتين بهذا العصر يمسح للحاكم معطفه ويصبّ له أقداح الخمر الشاعر مخصي الكلمات.. وما أشقى خصيان الفكر.. 3 شعراء الأرض المحتلّة يا ضوء الشمس الهارب من ثقب الأبواب يا قرع الطبل القدم من أعماق الغاب يا كلّ الأسماء المحفورة في ريش الأهداب ماذا نخبركم يا أحباب؟ عن أدب النكسة، شعر النكسة، يا أحباب ما زلنا منذ حزيران.. نحن الكتاب نمتطي فوق وسائدنا نلهو بالصرف والإعراب يطأ الإرهاب حماحمنا نقل أقدام الإرهاب نركب أحصنة من خشب ونقاتل أشباحا وسراب وننادي: يا ربّ الأرباب نحن الضعفاء، وأنت المنتصر الغلاّب نحن الفقراء، وأنت الرزّاق الوهّاب نحن الجبناء، وأنت الغفّار التوّاب شعراء الأرض المحتلّة ما عاد لأعصابي أعصاب حرمات القدس قد انتهكت.. وصلاح الدين من الأسلاب وابنه دايانَ كمومسةٍ.. تتعهر في ظلّ المحراب ونسمّي أنفسنا كتاب؟ 4 محمود درويش.. سلاما توفيق الرياد.. سلاما يا فدوى طوقان.. سلاما يا من تبرون على الأضلاع الأقلاما نتعلّم منكم.. كيف نفجّر في الكلمات الألغاما.. شعراء الأرض المحتلّة ما زال دراويش الكلمة في الشرق يَكُسُّونَ حماما يحسون كؤوس الشاي الأخضر يجبَرون الأحلاما لو أن الشعراء لدينا.. يقفون أمام قصائدكم.. لبدوا.. أقزاما... أقزاما.