دعا وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، يوم الأحد، بالمكتبة الوطنية للجزائر العاصمة، خلال اجتماع تنسيقي جمعه بمديري الثقافة للولايات، إلى ”ترشيد الإنفاق” على مختلف المهرجانات والمشاريع الثقافية. طالب الوزير ميهوبي في اللقاء الذي حظره أيضا عدد من مديرو المؤسسات الثقافية الوطنية، على ”خفض التكلفة الخاصة بالمهرجانات”، خاصة أن البعض منها قد ”صرفت عليها أموالا كبيرة لأجل فعاليات متواضعة وذات مردود وتنظيم بسيطين”، كما دعا الوزير إلى ”تمديد تاريخ تنظيم” بعضها ليصبح كل عامين. وأكد وزير الثقافة في هذا الباب على أهمية ”إعادة النظر” فيما هو مخطط من مهرجانات ومشاريع ثقافية مستقبلية مشددا على ضرورة تقديم ”تصور عقلاني” لها تطبيقا أيضا لتعليمات الوزير الأول عبد المالك سلال حول ضرورة مراجعة كل ما يتصل بالإنفاق وفي كل المجالات كما قال. ودعا عز الدين ميهوبي من جهة أخرى مديري الثقافة إلى رفع مستوى التعاون والتبادل الثقافي بين الولايات والتعامل الجيد وبالمثل مع كل الفنانين والمبدعين، وأيضا جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المعتمدة وعدم إقصاء أي منها، لافتا في هذا الصدد إلى ضرورة ”ترقية الخدمة العمومية” في القطاع الثقافي. وقدم توجيهات بهدف النهوض بقطاع الثقافة على المستوى الوطني والمحلي كضرورة انفتاح الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة على الولايات وإقامة تعاون بين الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومديريات الثقافة لهذه الولايات وكذا إثراء الأسابيع الثقافية بينها. وشدد وزير الثقافة على أهمية ”رصد إمكانيات الاستثمار الثقافي” بغية تحويل الثقافة إلى مورد مالي واقتصادي وكذا بناء ”منظومة ثقافية وطنية” انطلاقا من علاقات التعاون بين الفاعلين الثقافيين الجزائريين، بالإضافة لدعم المجلس الوطني للفنون والآداب وحماية التراث والآثار. وطرح مديري الثقافة للولايات خلال اللقاء، العديد من انشغالاتهم على وزير الثقافة، نذكر منها مسألة الترويج للكتاب وكذا حماية الآثار واستغلال المكتبات البلدية وإمكانيات إعادة بعث بعض المهرجانات القديمة وغيرها. وزير الثقافة يدعو المسرحيين إلى تغيير ثقافة الكم ودعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، نهاية الأسبوع الماضي، المسرحيين إلى نقد تجاربهم وتغيير الثقافة السائدة لدى الكثير منهم والتي تعتمد على الكم للحصول على ميزانيات إضافية. وأضاف وزير الثقافة في حديث مقتضب خلال زيارته إلى ولاية مستغانم، بأن العديد من المسرحيات في أوروبا لا تزال تعرض منذ سنة 1909، فيما يملك العديد من المخرجين الشباب في الجزائر رصيدا بأكثر من 15 مسرحية تعرض كل واحدة منها 3 أو 4 مرات فقط ثم تحال إلى الأرشيف، مؤكدا على استمرار دعم الدولة للجمعيات التي تقدم برامج جادة حسب وصفه، واستدرك الوزير مؤكدا وجود بعض الإختلالات في العلاقة بين الإدارة والجمعيات يتوجب معالجتها، واصفا الإدارة بالشريك الأساسي والسند للجمعيات الثقافية، وفي رده على انشغالات المسرحيين بولاية مستغانم خصوصا فيما تعلق بتأخر إنجاز المسرح الجهوي، وإحالة 150 فنان بالولاية على البطالة المقننة، أكد عز الدين ميهوبي بأن العمل المسرحي في العديد من الولايات يقام في غياب المسارح، وبأن التسرع في إنجاز المشاريع الثقافية يؤثر على جودتها، وأضاف بأن ظروفا حالت دون إنجاز المسرح الجهوي بمستغانم في الآجال المحددة، لكن إنجازه يتم وفق المقاييس الصحيحة، مشددا على ضرورة خلق بيئة مساعدة للعمل المسرحي عن طريق الحوار والمناقشة الجادة لإعادة الوجه الحقيقي لمسرح الهواة، حتى تظل ولاية مستغانم عاصمة حقيقية للمسرح وخزانا من المبدعين، داعيا الفنانين إلى ضرورة نبذ الإنغلاق والعمل على الإحتكاك مع الفاعلين في الميدان الثقافي في كل ولايات الوطن، كما أكد بأنه على دراية تامة بالمشاكل المطروحة بالولاية.