تحولت مساجد العاصمة، في الأيام الاولى من رمضان، إلى مكان للاستراحة والهروب من أشعة الشمس الحارقة وصخب الحياة وضجيجها، حيث باتت تعرف هذه الظاهرة رواجا كبير في السنوات الأخيرة، وبالتحديد خلال شهر رمضان المبارك المتزامن وفصل الصيف. والعجيب أن بعض الشبان يسابقون الشيوخ من كبار السن لأخذ قيلولة طويلة بالمساجد إلى درجة الشخير، ما يزعج المصلين والمعتكفين لتلاوة القرآن الكريم دون رقيب أو حسيب. يستغل عشاق القيلولة والباحثون عن الهدوء والأجواء المنعشة بيوت الله في السنوات الأخيرة دون رادع أو حسيب، وهو ما يتسبب في كثير من الأحيان بالإزعاج للمصلين ومعتكفي المساجد لختم المصحف الشريف، حيث بلغ الأمر ببعض المتطفلين على المساجد للنوم بالشخير واحتلال الأماكن وإزعاج المصلين، مستغلين فتح بيوت الله طيلة ساعات اليوم خلال شهر رمضان المبارك وعدم اقتصار فتح أبوابها خلال أوقات الصلاة فقط. كما زادت متعة الانتعاش بتركيب المكيفات الهوائية بالمساجد عبر العاصمة من استقطاب عشاق القيلولة إليها، حتى أن قلة الاحترام التي يبديها هؤلاء تجاه المساجد ووظيفتها الحقيقية تؤدي في كثير من الأوقات إلى احتلال أماكن الصلاة، وهو ما يلاحظ خاصة بالمساجد القريبة للأسواق اليومية والفضاءات التجارية التي تعرف الضغط خلال هذا الشهر كالمخابز وبائعي الحلويات والمواد الغذائية وغيرها، وهو ما تأكدت منه ”الفجر” حين تقربت من بعض النائمين بعدد من مساجد بلديات العاصمة، مؤكدا أحد محدثينا أنه يعمل بالمخبزة وهروبا من الحر الشديد للفرن وضغط الزبائن وتهافتهم الكبير، يلجأ يوميا بعد صلاة الظهر للتمدد بالمسجد المجاور لمخبزته ويأخذ قيلولة تصل لحد ساعتين يوميا وسط الانتعاش بفضل المكيف الهوائي قبل العودة للعمل. فيما أكد مواطن آخر أنه يعمل بالسوق ويوميا كذلك يتناوب وشريكه بالمحل على أخذ قسط من الراحة والنوم بالمسجد هروبا من الضجيج والحر في غياب مكان يضمن مثل هذه المزايا”، وغيرهما كثير من الأمثلة التي استغلت غياب الرقابة ومحاسبة القائمين على خدمتها. من جهتهم الأئمة والقائمون على خدمة المساجد أكدوا تفاقم الظاهرة كل سنة بحلول شهر الصيام، وفي ظل غياب أماكن مشابهة يلجأ إليها طالبو القيلولة والراحة هروبا من الحر، مطالبين الجهات المسؤولة بضرورة التدخل ووضع حد لهذه الظاهرة، لاسيما أنها تزعج معتكفي المساجد والمصلين، خاصة أن شهر رمضان للعبادة والتسابق في ختم القرآن وليس النوم والتكاسل وتحويل المساجد إلى مراقد.