رصدت أجهزة الأمن الإسباني، في الآونة الأخيرة، لجوء العصابات المنظمة لكارتل المغرب لطائرات بدون طيار لتهريب المخدرات نحو الأندلس. وتعرضت صحيفة ”الباييس”، في عددها الصادر يوم الأحد، للتطور الذي طرأ على عمليات التهريب، لاسيما وأنّ المغرب يعتبر أكبر منتجي القنب الهندي عالميا، إضافة إلى أنواع أخرى من المخدرات، الأمر الذي قد يتخذ أبعادا خطيرة بالنسبة لسموم أخرى كالكوكايين. علما بأنّ إسبانيا تشكل البوابة الرئيسية لهذه المخدرات نحو أوروبا وحتى الحدود مع روسيا، بعدما ضيقت الجزائر الخناق على هؤلاء البارونات بإغلاق حدودها. فخلال السنوات الأخيرة، رصد الأمن الإسباني استعمال العصابات المغربية لطائرات ومروحيات في التهريب، وساعد في ذلك تواجد نوادي طيران للهواة عديدة على التراب الإسباني ومنها الأندلس، الأمر الذي يسهل عمليات الإقلاع والهبوط بدون مراقبة، خاصة ليلا. علاوة على وجود عدد هائل من الطائرات الموجهة التي تستعمل في رش المبيدات في الحقول والتي يجري تغييرها بشكل دوري. وكان التهريب الكلاسيكي يتجلى في استعمال زوارق سريعة في مضيق جبل طارق، لكن الأمر تطور إلى تهريب المخدرات في أعالي البحار. وتمكنت الشرطة الإسبانية، الشهر الماضي، من تفكيك شبكة تهريب دولية عن طريق السفن ما بين أوروبا وأمريكا اللاتينية، مركزها إسبانيا بحوزتها 3،5 طن من الكوكايين كما تم توقيف 69 شخصا وضبط 9 ملايين يورو بحوزة أفراد العصابة. كما تحقق الشرطة الإسبانية، منذ مطلع الشهر الحالي، في تهريب 48 طنا من المخدرات من ميناء طنجة المغربي إلى مدينة الجزيرة المغربية، تورط فيها مسؤولون في جهاز عبد اللطيف الحموشي. وساعد في التهريب تولي ربابنة من بعض جيوش أوروبا الشرقية قيادة طائرات للتهريب. وكان الحرس الإسباني قد عثر، خلال يناير الماضي، على جثة بالقرب من مالقا، جنوبي البلاد، بعدما سقطت مروحية، وكشفت التحريات أنها تعود لمدرب طيران تابع لسلاح الجو الألباني كان يقصد الأندلس لقضاء عطلته، حيث يوجه بالتواطؤ مع كارتل المغرب عمليات التهريب. كما عثرت دوريات بحرية للحرس الإسباني على طائرات بدون طيار في مضيق جبل طارق.