تساءل العديد من الإعلاميين وأهل الاختصاص عن ماهية وضع قناة رياضية ضمن شبكة برامجها كاميرا خفية في شهر رمضان، وما المغزى من وراء ذلك رغم أن الكل يدرك أن تلك القناة هي قناة رياضية ومختصة في كرة القدم، من يطرح السؤال يعرف الإجابة وهي أنه يعيش في بلد اسمه الجزائر كل شيء فيه مباح وقيام قناة رياضية ببث برنامج الكاميرا الخفية يعتبر في خانة العادي، فغير العادي لو رأيت الأمور تسير في مجراها الطبيعي ولا تشاهد كاميرا خفية جنبا إلى جنب مع ليونيل ميسي. الظاهر أن الإبداع يطرق أبوابه في كل مكان وفي كافة المجالات، وهو ما يحصل على قناة الهداف التي تحقق نسب مشاهدة جيدة عند الجزائريين لكونها المهتمة الأولى برياضة كرة القدم الأكثر شعبية في العالم وخاصة في الجزائر، هذا الأمر دفع القائمين على القناة تغيير خطها وبرامجها خلال الشهر الفضيل فمن قناة رياضية تجد نفسك أمام قناة ”وهابية” وتتحول الهداف من نشر تقارير حول اللاعبين وسوق الانتقالات الشتوية وبطولة ”كوبا أمريكا”، إلى الوعظ والمسلسلات والأحاديث الدينية فيخيل لك أنك أمام قناة دينية بحتة. تبحث شهر رمضان في كل القنوات من أجل الاستقرار على عمل معين، ولكن عندما تريد متابعة آخر الأخبار في عالم المستديرة بالجزائر، هنا تقع الصدمة لا شيء يوحي بأنك أمام قناة رياضية، قناة الهداف اختارت المسلسلات والأحاديث الدينية عوض تخصيص بلاتوهات وكشف آخر التحضيرات للموسم الكروي الجديد، ولكن أنت في الجزائر هكذا تسير الأمور دائما عكس التيار، وكم من ”حلاق يبيع الزلابية في شهر رمضان”، فالهداف تمشي وفق هذا المنطق فلكل مقام مقال ولكل حدث حديث، فشهر رمضان يجب فيه التوقف عن حديث الكرة لأنها ملهاة وتغيير الاستراتيجية نحو الوعظ والنصح وأساطير التاريخ الإسلامي والشريعة والحياة. منذ أيام فقط وقعت كارثة كبرى في هذه القناة الرياضية، والسبب بث مقاطع من كاميرا خفية أجنبية ولكنها كانت جريئة زيادة عن اللزوم، بل كاد يصل إلى الإباحية. وهنا طرح السؤال كيف لم ينتبه القائمون على القناة لمثل هذا الفيديو وتم تمريره بشكل عادي وكأن شيئا لم يحدث. مقطع الفيديو ألهب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صب المشتركون جام غضبهم على مسؤولي القناة وتساءلوا عن الجدوى من تغيير قناة لخطها خلال شهر رمضان، وكيف تحولت من الرياضة إلى الفكاهة ومقالب الكاميرا الخفية والمسلسلات الدينية، وغيرها من البرامج الأخرى التي تبقى بعيدة عن عالم الرياضة. هل يحدث كل هذا في قنوات رياضية أجنبية ولا نذهب بعيدا ولنحصر الدائرة في العالم العربي، هل شاهدنا مثل هاته البرامج في قنوات رياضية عربية، أكيد لا، لأنها بلغت من المستوى والاحترافية درجت لا تجعلها تقع في أخطاء بدائية وتحشر نفسها في أشياء تبقى بعيدة عن مجالها.