خص الدولي الجزائري السابق رابح ماجر صحيفة أخبار اليوم المصرية بحوار مطول، تحدث فيه عن مشوار الخضر والمنتخب المصري في الآونة الأخيرة والعلاقة التي تسود الجانبين، سيما بعد حادثة أم درمان الشهيرة. كما شخص صاحب الكعب الذهبي المشاكل التي تعاني منها الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة والتي أثرت كثيرا على سمعة الفراعنة وعن أشياء أخرى يبرزها في هذا الحوار. في البداية.. أهلا وسهلا بك في مصر بلدك الثاني؟ أهلا بك وبشعب مصر الطيب. هل تحرص على زيارة مصر دائما؟ بالطبع حريص على زيارتها فأنا أمتلك أصدقاء كثيرين في مصر منهم طاهر أبوزيد وحسام حسن وأحمد الكأس وأحمد شوبير وأيضا حازم إمام والعديد من نجوم الكرة المصرية، ومع أي مناسبة أو حدث رياضي كبير بمصر أم الدنيا أحرص على التواجد في هذا البلد الذي أعشقه. ما هي أسباب تألق المنتخب الجزائري خلال السنوات الخمس الماضية من وجهة نظرك؟ أولا.. الأسباب كثيرة ولكن أهمها هو الاهتمام بالاحتراف الأوروبي ودفع العديد من اللاعبين في الجزائر للاحتراف وبناء خطة واضحة ومحددة الأهداف من الاتحاد الجزائري والمسؤولين عن الرياضة في الجزائر بأن يتم توسيع القاعدة ووضع الأسس السليمة، خاصة وأن الكرة الجزائرية شهدت تراجعا كبيرا في فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة وكان لابد من إنقاذ ما يمكن إنقاذه والنهوض بالمنتخبات الجزائرية على جميع المراحل وعدم وقوف الأندية أمام أي عروض احتراف تصل للاعبين من الخارج. وبدأت الاتحادية الجزائرية في العمل بمساعدة الدولة وتدريجيا بدأ يكون هناك منتخب قوي للجزائر نافس مصر بقوة في تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ونجح في التأهل على حساب الفراعنة، وهذا أمر لم يكن متوقعا لكل جزائري، ورغم عدم التألق في مونديال 2010 إلا أن المنتخب الجزائري استمر في المشوار الطيب بالوصول لكأس العالم 2014 بالبرازيل وتقديم مباريات رائعة والوصول لدور الثاني وكسبنا احترام العالم بمستوي الجزائر ممثل القارة السمراء في المونديال وقتها. وما هي أسباب تراجع الكرة المصرية من وجهة نظرك في نفس الوقت الذي كانت الكرة الجزائرية تتقدم؟ تراجع الكرة المصرية بشكل عام أمر معروف وواضح والدليل أنه عقب بطولة الأمم الإفريقية بأنغولا 2010 والتي توج بها المنتخب المصري تحت قيادة حسن شحاتة المدير الفني للمرة الثالثة على التوالي بدأت رحلة التراجع بسبب الأحداث التي وقعت في مصر منذ عام 2011 والكافية بتدمير الرياضة في أي دولة بالعالم بعيدا عن عدم التجديد في المنتخب الوطني واعتزال عناصر مؤثرة مثل أبوتريكة وسيد معوض ووائل جمعة ومحمد زيدان الذي حزنت عليه كثيرا بسبب غيابه دوليا عن المنتخب وعمرو زكي وابراهيم سعيد ولاعبين كثيرين كانوا لهم بصمة مع المنتخب في البطولات الثلاثة المتتالية التي فازت بها مصر. وهل تري أن الأحداث التي قامت بمصر 2011 هي السبب في انهيار الكرة المصرية؟ بالطبع سبب رئيسي وأساسي في سياق الموضوع قلت لك، لأن عدم إقامة مسابقات منتظمة من دوريات محلية وغياب الجماهير عن المباريات جعل الكرة المصرية تتراجع بشكل كبير والدليل عدم الوصول لبطولات الأمم الإفريقية لثلاث مرات على التوالي، إضافة إلى أنه في مصر لا يتم فتح باب الاحتراف أمام اللاعبين للانطلاق في الدوريات الأوروبية ولو هناك لاعبون نالوا الفرصة مثل محمد صلاح شرف مصر والعرب في تشيلسي والدوريات الأوربية أعتقد أن الوضع وقتها سيختلف كثيرا، ولكني أتابع عن تمسك الأندية بلاعبين وأيضا مفاوضات مع لاعبين محترفين في أوروبا للعودة لمصر، وهذا كله أمر غير مدروس وأن عدم الاهتمام بتوسيع القاعدة بالنسبة للمراحل السنية يؤثر على المنتخب الأول والدليل بعد اعتزال النجوم ووسط أجواء صعبة بمصر لم يقدر الفراعنة على بلوغ منافسات أمم إفريقيا. وكيف ترى العلاقة بين مصر والجزائر منذ أحداث تصفيات كأس العالم 2010 وموقعة أم درمان؟ المشاكل التي حدثت بين مصر والجزائر في هذه الفترة ضخمها الإعلام في الجزائر ومصر، وكنت حزينا للغاية بعدما حاول البعض أن يؤكد أن هناك حربا في السودان، مع العلم أن الأمور كانت طبيعية.. نعم كان هناك بعض الخروج عن النص في المباراة بين الجماهير وهذا وارد، ولكن تضخيم الأزمة والتهديدات بقطع العلاقات بين الدولتين كان أمرا محزنا والدليل أن المسؤولين في مصر والجزائر أعلنوا الاحترام المتبادل بين الكرة المصرية والجزائرية في الوقت الذي كان يحاول البعض إفساد العلاقة بأي طريقة ولم ينجحوا في ذلك، والأمور أصبحت أفضل وعلى ما يرام وأن أي نادي مصري يزور الجزائر سواء في كرة القدم أو أي لعبة أخرى يلقى أفضل معاملة، ونفس الأمر للجزائريين الذين يزورون بلدهم الثاني مصر يلقون نفس المعاملة. في رأيك المدرب الوطني أم الأجنبي أفضل للمنتخب المصري؟ بصراحة شديدة المدربون الأجانب أفضل رغم كوني سبقت وتوليت تدريب المنتخب الجزائري، ولكن المدرسة الأجنبية أفضل في التعامل مع اللاعبين العرب وتفوق المعلم حسن شحاتة كمدرب وطني مع منتخب مصر يحسب له، ولكن أرى أن المدرب الأجنبي أفضل والدليل منتخب الجزائر في السنوات الماضية وأيضا كأس العالم العام الماضي بقيادة أجنبية تفوق وتألق، وأعتقد أن منتخب مصر سيعود للتألق من جديد في ظل تولي مدرب كبير مثل الأرجنتيني هيكتور كوبر الهدف واعتماده على بناء منتخب من اللاعبين صغار السن وأعتقد أن هذا الأمر سيفرق كثيرا مع الفراعنة خلال الفترة القادمة. وهل تلتقي أصدقاء زمان في مصر؟ بالطبع التقي أصدقائي من اللاعبين وبخاصة في فترة الثمانينات، وكما قلت طاهر أبوزيد من أقرب الأصدقاء لي ودائما ما نتقابل عندما أزور مصر أو يزور اللاعبون القدامى المصريون الجزائر، لأن الحب والعلاقات المحترمة هي الأهم بين مصر والجزائر. ولماذا اعتزلت التدريب واتخذت قرارا بخوض مجال التحليل؟ اللاعب ”الشاطر” هو من يفعل أي شيء وطالما أنه لاعب جيد فسيعرف كيف يحلل وكيف يدرب. وما هي الرسالة التي توجهها لجماهير الكرة المصرية؟ مصر والجزائر يد واحدة، والشعب الجزائري عاشق للمصريين والتعصب وارد في كرة القدم، ولكن داخل المستطيل الأخضر فقط، وما تردد من شائعات في موقعة أم درمان من خلال الإعلام فقط.