أكد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، أمس، أن الدولة القادرة ليست بحاجة إلى إقامة قواعد عسكرية أجنبية على ترابها، بل تدافع عن مصالحها بإمكانياتها الخاصة، مبرزا أن الجزائر انتصرت على الإرهاب في معركة ليست سهلة وأصبحت تجربتها اقتداء وإشادة من طرف المجموعة الدولية. وقال وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، في ندوة صحفية لعرض الخطوط العريضة لبرنامج الندوة الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف التي تعقد بالجزائر الأربعاء القادم، إن الدولة القادرة ليست بحاجة إلى قواعد عسكرية أجنبية على ترابها لتدافع هذه القواعد عن المصالح السياسية والاقتصادية لهذه الدول، بل الدول القادرة كما قال لها إمكانياتها الخاصة للدفاع عن مصالحها. وجاء تصريح مساهل في وقت كثر فيه الحديث عن عزم تونس التي تعتبر بلدا جارا وشريكا للجزائر في أكثر من مجال، منها مجال مكافحة الإرهاب والجريمة، إقامة قاعدة عسكرية أمريكية فوق ترابها. وفي السياق نفسه أوضح الوزير مساهل أن اعتراف المجتمع الدولي والشركاء بالتجربة الجزائرية لمكافحة الإرهاب والتطرف أصبحت أمرا ظاهرا وواضحا، وذكر أن مكافحة الإرهاب ليست عملية سهلة لكن الجزائر انتصرت على هذه الظاهرة التي تتطلب مزيدا من الحذر واليقظة في ظل ظهور تهديدات جديدة وسياق دولي خاص، مشيرا إلى أن مسعى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لمكافحة الإرهاب جاء ضمن مقاربة شاملة بدءا بتطبيق قرار الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية وإعادة النظر في البرامج التنموية والحكم الراشد وإعادة النظر في دور المساجد لجعل مكافحة التطرف أكثر نجاعة. ولدى تعريجه على أسباب التطرف، أوضح مساهل أن عدة دول تعرف وضعا غير مستقر بسبب غياب الدولة، منها ليبيا، الأمر الذي جعل من الجزائر، حسب الرجل الثاني في وزارة الخارجية، الدعوة مسبقا إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا بصلاحيات واسعة. ولدى تطرقه إلى موضوع الندوة الدولية لمكافحة التطرف والعنف، أكد مساهل أن الجزائر ستبرز في هذا الموعد كل ما أنجزته في ميدان مكافحة الإرهاب والتطرف. وسيحضر هذه الندوة أكثر من 50 دولة والعديد من الهيئات الدولية والإفريقية والأوروبية، منها الأممالمتحدة، إلى جانب خبراء في القضاء والإعلام والمالية وعدد من المجالات التي لها صلة بمكافحة الإجرام والتطرف والإرهاب.