الديمقراطية حصن منيع ضد التطرف والتهميش للإعلام دور محوري في ترسيخ ثقافة التسامح تعتبر مسألة محاربة التطرف جبهة أخرى من جبهات مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وذلك ضمن استراتيجية متكاملة الأبعاد تحتاج إلى انخراط العديد من الفواعل في مواجهة هذه الآفة العابرة للحدود لتواكب هذه الجبهة مسار محاربة ظاهرة الإرهاب وذلك بالتوازي مع مكافحتها على الصعيدين الأمني والعسكري. إن الجزائر ولما لعبته من دور في مكافحة الإرهاب و بحكم ما لديها من تراكم خبرات في معركتها ضد هذه الظاهرة الخبيثة - التي أصبحت تشكل واحدة من أكبر التهديدات على السلم والأمن الدوليين - وإسهاما منها في تعزيز جهود المجتمع الدولي في التوصل إلى مقاربة شاملة، متوازنة وفعالة في القضاء على ظاهرة الإرهاب، ستحتضن يومي 22 و23 من الجاري ندوة دولية حول التطرف العنيف ومكافحته من تنظيم وزارة الخارجية التي عقدت أمس بمقرها لقاءا مع وسائل الإعلام لكشف المحاور الرئيسة لهذه الندوة الدولية التي سيحتضنها فندق الشيراطون. وخلال اللقاء الإعلامي ذكر عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة بأهمية الندوة الدولية حول التطرف العنيف ومكافحته ردا على أسئلة وانشغالات الصحفيين، حيث أشار إلى دور وسائل الإعلام في مكافحة التطرف، مؤكدا أنه دور محوري وهام. وأضاف أن الإرهاب يتغذى من الفوضى وجذوره تنمو في ظل غياب الدولة. ووسع مساهل رده بعدها إلى مختلف النقاط المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف والعوامل التي تساعد على ذلك قائلا إن من أهمها هي الدمقرطة التي توفر هامشا أكبر للحريات وتسمح بازدهار ثقافة القبول بالآخر وذلك في ظل دولة قادرة ومتماسكة بينما يحصل العكس في ظل دولة هشة مما يسمح بانتشار الفوضى وهي البيئة المفضلة لتنامي الإرهاب. وذكر مساهل بأن الجزائر كانت تدعو دائما إلى الحفاظ على كيان الدول وعدم السماح بتفككها وعدم التدخل في شؤونها وهو ما يبرر مطالبة الجزائر بإقامة حكومة وحدة وطنية في ليبيا وإعادة تأهيل الدولة الليبية. في الأخير أكد مساهل أن الجزائر أصبحت تشكل نموذجا يقتدى في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله و قلّل في هذا السياق من شأن العملية الإرهابية التي خلفت استشهاد 9 جنود من أفراد الجيش الوطني الشعبي بولاية عين الدفلى الخميس الماضي، مؤكدا أن الجزائر انتصرت على آفة الإرهاب و هذا رغم الصعوبات التي ترافق المعركة ضد هذه الآفة الخبيثة. من جهته ذكر بن علي الشريف الناطق الرسمي باسم الخارجية بداية بالدور الكبير الذي لعبته الجزائر وما تزال في مكافحة واحتواء ظاهرة الإرهاب من خلال وضع تجربتها في خدمة المجتمع الدولي وهذا من خلال خطوات ملموسة، حيث ذكّر أن الجزائر وقّعت كل الاتفاقيات الدولية بمكافحة الإرهاب، كما رافعت داخل مجلس الأمن من أجل تبنّي إجراءات قانونية سيّما ما تعلق منها بتجريم دفع الفدية إلى الإرهابيين مقابل تحرير الرهائن…إلخ. بن علي شريف عرج كذلك على دور الجزائر في مكافحة الإرهاب على الصعيد القاري حيث قال إنها كانت وراء بلورة الاتفاقية الإفريقية لمكافحة الإرهاب في إطار الاتحاد الإفريقي كما كانت وراء إنشاء المركز الإفريقي للبحوث والدراسات حول الإرهاب الكائن مقره بالجزائر، مؤكدا أن هذا لم يقتصر على القارة الإفريقية بل عربيا كذلك حيث كان للجزائر دور كبير في التوصل إلى الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وتبييض الأموال. من ناحيته عاد رياش حواس - السفير المستشار في شؤون الإرهاب بوزارة الخارجية - إلى القمة الأخيرة حول التطرف والتي عقدت بواشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية - بمبادرة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والتي عرض خلالها السيد عبد القادر مساهل المقاربة الجزائرية - التي كان لديها السبق في هذا الشأن - حيث تمحورت حول مكافحة التطرف و ليس التطرف في حد ذاته، وهذا قبل العودة إلى إعطاء لمحة عامة عن ندوة يومي الأربعاء والخميس القادمين التي ستحتضنها الجزائر. وفي هذا الصدد أكد السفير رياش أن هناك خبراء وباحثون من 50 دولة سيشاركون في هذه الندوة الدولية التي ستتم كذلك بحضور ممثلين عن الدول ال 15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، كما سيشارك في فيها أضاف السفير حواس رياش - كل دول الساحل وكل مؤسسات الأممالمتحدة و15 منظمة جهوية ودولية، ونظرا لأهمية هذه الندوة، أشار المتحدث أن هناك دولا لم توجه إليها دعوات أبدت رغبتها في المشاركة في هذه الندوة التي توقع بأن تكون مكتملة النصاب بل قد تسجل فائضا في عدد المشاركين.