قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أول أمس الثلاثاء، أمام البرلمان في العاصمة لندن، في خضم حديثه عن أهمية التغلب على تنظيم داعش في سوريا والعراق: ”لا نرغب في سقوط نظام بشار الأسد، وإنما نريد مرحلة انتقال سياسي”. وأكّد ”هاموند” أن ”إدخال القوات الغربية لن يجلب حلا للبلدين، كما أننا نريد حصول تغيير سياسي في النظام السوري، من خلال حكومة شرعية تحظى بدعم كل المجموعات المعتدلة، للسلطة في البلاد وتقوم بمحاربة داعش”. وشدد وزير الخارجية البريطاني على ضرورة عدم تكرار الأخطاء السابقة في سوريا والعراق. وتابع قائلا ”لن نحصل على النتائج المرجوة إذا انهارت مؤسسات نظام الرئيس بشار الأسد، فالنتيجة المطلوبة هي حصول تغيير سياسي في النظام، والحفاظ على البنية التحتية الأساسية للدولة، وتشكيل شرعية سياسية من قبل مجموعات معتدلة”. واستطرد هاموند قائلا ”نريد أن تكون في سوريا مرحلة انتقالية سياسية ديمقراطية، ونرجح تلك المرحلة أكثر من ترجيحنا سقوط بشار الأسد”. وأشار ”هاموند” إلى تنفيذ بلاده غارات جوية ضد مواقع التنظيم، معتبرا إياها غير كافية بمفردها للقضاء على داعش، مضيفا ”إن تلك الضربات أضعفت القدرة العسكرية للتنظيم”. وفي شأن ذي صلة، عبر مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، عن بالغ قلقه بشأن المدنيين المتواجدين في مدينة الزبداني محور الهجوم الذي يشنه الجيش السوري وحزب الله اللبناني لانتزاع السيطرة على المنطقة من قوات المعارضة. وقال دي ميستورا، نقلا عن مصادر محلية في بيان ليلة أمس، أن الجيش السوري ألقى عددا كبيرا من البراميل المتفجرة على الزبداني ما ”أوقع مستويات غير مسبوقة من التدمير وعددا كبيرا من القتلى بين السكان المدنيين”. وتعتبر السيطرة على الزبداني الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا شمال غربي العاصمة دمشق ضرورية لتعزيز سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان. وقال دي ميستورا إن سلاح الجو السوري قصف مناطق في الزبداني وما حولها وأن مقاتلي المعارضة السنة ردوا بإطلاق الصواريخ وقذائف المورتر الثقيلة على قريتين قرب مدينة إدلب في الشمال. وأضاف أن تحالفا لقوات المعارضة يعرف باسم يدعى جيش الفتح استهدف قريتي الفوعة وكفريا الشماليتين حيث حوصر عدد كبير من المدنيين. وقالت مصادر عسكرية سورية إنّ سيطرة القوات الحكومية على الزبداني أصبحت مسألة وقت، وإنّ المرحلة القادمة بعد إحكام الحصار على المدينة هي التقدم عبر الأبنية والسيطرة على شوارع المدينة. ويعتبر سهل الزبداني خط إمداد رئيسيا لمسلحي المعارضة وتبلغ مساحته أكثر من 60 كيلومتراً. وأشار بيان عسكري أصدره الجيش الحكومي إلى أنّ السيطرة على سهل الزبداني والطريق بين مدينة الزبداني وبلدة بردى فرضت حصاراً كاملاً على المدينة مع تقدم على مداخلها الجنوبية، لافتاً إلى أنّ هذه السيطرة، المترافقة مع غارات مكثفة بالطيران الحكومي وقصف عنيف ومتبادل بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، أوقعت عشرات القتلى من مسلحي المعارضة. وأشار سكّان محليون إلى أن دماراً واسعاً لحق بالمدينة، نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع.