يقوم رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، ابتداء من اليوم وإلى غاية 11 سبتمبر، بزيارة إلى الجزائر بدعوة من رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح. وأوضح بيان لمجلس الأمة أن زيارة لارشي للجزائر والذي سيكون مرفوقا بوفد هام من مجلس الشيوخ الفرنسي ”تدخل في إطار التعاون البرلماني بين الجزائروفرنسا”. وستكون للارشي بالجزائر لقاءات مع عدد من المسؤولين في البرلمان والحكومة، إذ سيلتقي في اليوم الأول من زيارته ببن صالح بمقر مجلس الأمة. في المقابل أعرب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، عشية زيارته إلى الجزائر، أن العلاقات بين الجزائروفرنسا ”ما فتئت تعرف ديناميكية قوية”، بهدف إقامة شراكة متميزة. وقال لارشي إن علاقتنا الثنائية تعرف فعلا ديناميكية قوية وأنا مرتاح لذلك. لقد تم القيام بالعديد من الأعمال من أجل تقريب بلدينا وتحديد معالم مشروع طموح وبناء شراكة استثنائية”. وبعد أن أكد على الأهمية التي توليها المؤسسات الفرنسية وكذا كل الأطياف السياسية لهذه الشراكة مع الجزائر، ذكر لارشي أن بلدينا يواجهان تحديات مشتركة. وذكر في هذا السياق مكافحة الإرهاب والتعاون المتميز القائم بين فرنساوالجزائر ”للمساهمة في ضمان الاستقرار في منطقة الساحل”. كما أكد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أنه سيتطرق خلال زيارته إلى الجزائر إلى مسألة الهجرة في منطقة المتوسط. وقال في هذا السياق إن ”النزاعات التي يعرفها العالم بالإضافة إلى الفقر بالعديد من البلدان الإفريقية خلقت أزمات هجرة خطيرة يتعين على أوروبا مواجهتها كأولوية وقد تمس البلدان المجاورة بما فيها الجزائر. وأضاف ”يجب أن نبحث عن الوسائل الكفيلة بإشراك أكبر للجزائر في إيجال حلول لهذا الوضع المأساوي”. وعن سؤال حول التجارب النووية الفرنسية في الجنوب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية، ذكر لارشي أن ”الدولة الفرنسية تتحمل تماما مخلفات التجارب النووية وأنها آن لها أ، تتصرف بكل شفافية”. وأكد أنه تم بذل كل الجهود حتى يتم ”إحقاق حق الضحايا أو ذوي حقوقهم طبقا لتدابير الاعتراف والتعويض التي أقرت في 5 يناير 2010”. وألح على أنه ”يتم بحث الطلبات الصادرة عن الرعايا الجزائريين ضمن هذا الإطار الذي لا يضع أي تمييز بين الطالبين الفرنسيين والجزائريين”. وأضاف قائلا ”أعرف أن الحكومة الفرنسية تتحاور بشكل منتظم مع السلطات الجزائرية حول هذا الموضوع، من أجل إعلام الجمهور الجزائري بشكل أمثل وتسهيل تقديم الملفات من طرف الضحايا الجزائريين أو ذوي حقوقهم”. وبخصوص مسألة الاعتراف الرسمي، الذي طال انتظاره، بالمجازر التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في الجزائر، ذكر لارشي بتصريح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمام البرلمانيين الجزائريين خلال زيارته للجزائر في ديسمبر 2012، بأن ”العلاقة الجزائرية - الفرنسية يجب أن تقوم على ركيزة الصراحة والحقيقة حول ماض أليم. ذلكم هو الأساس الذي يمكننا من التقدم والتوجه بعزم نحو المستقبل”. وحسب لارشي يعد هذا الطرح ”الأمثل وهو الذي يمكن بلدينا من العمل معا في ظل السكينة والاحترام في جو هادئ”. وأضاف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أن ”الذاكرة موضوع هام يتعين مواصلة التطرق له دون عقدة، مع ترك عناية كتابة التاريخ للمؤرخين. نحن نتحدث عن المآسي التي تجابهنا فيها، لكننا لا نتطرق كفاية لتاريخنا المشترك الذي سطر عبر معارك الحرب الكبرى وفي صفوف فرنسا الحرة.