انتقد التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لقاء الثلاثية المنعقد بولاية بسكرة، واعتبره مكتب للإتجار بمصالح العمال، مشيرا إلى أن إقصاء النقابات الخاصة هو ضد فلسفة الحوار الاجتماعي التي وردت في رسالة الرئيس في 15 أفريل، وقال أن الباترونا تسير بذهنية التجار وهي لا تدافع عن الفكر الاستثماري بل ممولة للحملات الانتخابية للسلطة لا أكثر. وذكر بيان الأرسيدي، تسلمت ”الفجر” نسخة منه، أن اللقاء الأخير الذي جمع الباترونا، والاتحاد العام للعمال الجزائريين، والحكومة، جاء مرة أخرى ليشرع للعمل الذي تريده الحكومة، مضيفا أن خطاب رئيس الجمهورية الخاص بالحوار الاجتماعي وإشراك الفاعلين فيه الذي ألقاه يوم 15 أفريل المنصرم، ما هو في حقيقة الأمر سوى وعود لا تمت بصلة للواقع، واستدل بلقاء الثلاثية المنعقد بولاية بسكرة، ”حيث أملت الحكومة على النقابة ما تريده”. وانتقد الحزب عدم إشراك الحكومة للنقابات الخاصة، وتصريح الوزير الأول بالقول أن النقابات الخاصة تناقش مشاكلها مع الوصاية التي تقع تحت إشرافها، معتبرا أن تصريح عبد المالك سلال، هو انحراف، من باب أن النقابات تعد شريك وليست تابعة للوصاية، وتابع أن الباترونا وبعض ممثليها، هم في الأصل ليسوا مستثمرين حقيقين، وإنما هم تجار ممولين للسلطة وخزائنها لدعم مشاريعهم السياسية، وعلى هذا الاساس تم إشراكهم. واعتبر الأرسيدي أن المركزية النقابية لم تضمن المطالب التي كررتها للطبقة الشغيلة والمواطن، واستدل بكون الثلاثية لم تؤكد الإلغاء الرسمي للمادة 87 مكرر من قانون العمل، ولا رفع الأجر القاعدي الأدنى المضمون إلى 20 ألف دينار، ولا رفع معاشات المتقاعدين، ولا التوزيع العادل للثروة، وكلها ظلت بعيدة عن التطبيق الفعلي، حيث لم يتم قبول أي واحد منها في لقاء الثلاثية الأخير، باستثناء الزيادات الطفيفة التي استفاد منها العمال الذين لا تصل أجورهم إلى حدود 18 ألف دينار، ومعاشات المجاهدين، والإطارات التي تشتغل بالمؤسسات العمومية المعنية بالمناصب العليا. وخلص بيان الأرسيدي للقول أن سياسة الحكومة والباترونا في دعم النسيج الاقتصادي قديمة، وترتكز على آليات تجاوزها الزمن، وهي من ممارسات الحزب الواحد، لا تساير الحركية الاقتصادية التي يرتكز عليها السوق اليوم.