* مازن الشريف: ”حرب أهلية في ليبيا فرصة لمن يريدون الفوضى بالجزائر” * بن جانة: ”أطراف داخلية بضغوط خارجية تعرقل استقرار ليبيا” اليوم تدخل ليبيا في فراغ دستوري مع نهاية ولاية البرلمان المعترف به دوليا، وتعثر التوافق على حكومة وفاق، وهو ما يحذر منه الخبراء، كون الوضع الجديد سيكون أكثر فتكا من ذي قبل، المستفيد الأكبر منه، التنظيمات الإرهابية المسلحة و”الدواعش” الذين هجرهم القصف الروسي من سوريا. ووضع الخبير الاستراتيجي التونسي في الشؤون الأمنية والعسكرية، مازن الشريف، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، تصورات لمشكلة كبيرة تعترض البلد الجار، ”لأن غياب الحل السياسي والعودة إلى الحل العسكري لن يقدم شيئا لبناء الدولة الحديثة التي ينشدها الليبيون، محذرا من استغلال تنظيم ”داعش” للأمر، وأكد أنه يملك معلومات عن هجرة أعداد من الدواعش من سوريا إلى ليبيا هربا من القصف الروسي. وتابع مازن الشريف، أن تعقيدات تعثر الحل السلمي، متوقعا في السيناريو الأول الاتجاه نحو نزاع بين التنظيمات الإرهابية التي لها نفس المنظومة التكفيرية والتي تنتمي إلى تنظيم مشترك وهذا ما سيخلق حربا أهلية ستكون لها انعكاسات سلبية على الجزائر، التي لازالت ضمن المشروع العبري التدميري بعد أن أرادوا خلق نعرات طائفية بها في غرداية أو منطقة القبائل تحديدا، أما بالنسبة لتونس، فالأمر معقد أكثر، كون تونس بعد 2011، أصبح وضعها الأمني هشا على ضوء عودة أعداد كبيرة من ”الدواعش” التونسيين الذين قدر عددهم بنحو 3000 تونسي. أما السيناريو الثاني في ليبيا حسب الشريف، أنه يرتقب تدخل عربي أو دولي في المنطقة، بعد أن لمحت روسيا إلى ذلك مع تحذيرها من خطر داعش، مضيفا أن الغرب لن يبقى مكتوف الأيدي بخسارة ليبيا بعد أن خسر سوريا، فمن يحاولون استدراك الوضع هم شركات وليسوا دول حسب قوله، مشيرا إلى تشكل المحور التونسي المصري الجزائري، حيث بدأت بوادر تحرك دول الجوار في الكواليس في حال تعثر فرض حل سياسي بين الفرقاء الليبيين. وفي هذا الصدد، وحتى تبقى بلاده بمنأى عن الاضطرابات القادمة من ليبيا، دعا مازن الشريف، مؤلف كتاب ”رحلة في عقل إرهابي”، إلى الاقتراب أكثر من الجزائر، واصفا دبلوماسية تونس مؤخرا بالغامضة، في ظل بوادر أزمة مع الجزائر، وقال أنه ”لا يجب فك الارتباط مع الجزائر، ولا يجب التفريط في التعاون معها، لأن أطراف معينة من الداخل ودول خليجية تسعى إلى تخريب العلاقة بين البلدين”. من جانبه، الخبير الأمني الجزائري، عمر بن جانة، حذر في تصريح ل”الفجر”، من تغول الإرهاب في ليبيا مع انتكاسة الحل السياسي، وقال أن الانعكاسات ستكون سلبية جدا، ”بطبيعة الحال ستنزلق ليبيا إلى اتون حرب أهلية أخرى، ووضع أعظم مما هي موجودة فيه الآن، وذلك لن يخدم لا تونس ولا الجزائر ولا دول المنطقة”. وأكد بن جانة، أن الجزائر تحاول قدر المستطاع حلحلة الأزمة بجهودها الدبلوماسية، محذرا من أطراف عديدة داخل ليبيا بضغوط خارجية، ترفض أن تصل البلاد إلى الاستقرار السياسي والأمني.