حذر الدكتور مازن الشريف، المفكر الاستراتيجي التونسي في الشؤون الأمنية والعسكرية، في مقابلة صحفية مع ”الفجر”، من تحريك خلايا داعشية في الجزائر ومصر ومالي ونيجيريا، في الوقت ذاته، لضرب استقرار المنطقة، و ابدى تشاؤمه من فرص نجاح فرض الحل السياسي، بينما اوضح ان ”العامل القطري التركي ربما يقف خلف التقنيات العالية في تصوير ذبح رهائن داعشط. الفجر: ما هي داعيات التدخل المصري العسكري في ليبيا على امن المنطقة؟ هو حريق مشتعل لم يقع الانتباه لخطورته، ولعبة تلعبها بعض الدول لنهب ثروات ليبيا وضرب مصر والجزائر. أما داعش فهي اللغم الذي يستخدمونه للتفجير. وسيكون للتدخل العسكري تداعيات خطيرة لان الخلايا الداعشية ومن شاكلتها عقيدة وفكرا، كثيرة في شمال إفريقيا ودول إفريقية أخرى، مثل نيجيريا ومالي والصومال، وسوف يتم تحريكها جميعا في وقت واحد، مع الأذرع الموجودة في سيناء والعراق وسوريا. هل يعني ان مبادرات لم شمل الليبيين على طاولة الحوار تم قبرها؟ هي مبادرات ميتة منذ البداية. لماذا؟ لأنه متكون من متناقضات من المحال الجمع بينها. تشكيلات فجر ليبيا هل تريد حقا تسوية؟ وهل تنفصل عن الدواعش من حيث المبادئ والمعتقد أو من حيث الممول والداعم والمحرك؟ إنه مأزق محكم جدا، وكما قلت دائما في تصريحاتي ودراساتي عن الوضع الليبي، ان النزاع المسلح أمر محتوم ولا حسم إلا بقوة السلاح. في رايك هل ستنظم دول اخرى سواء تونس او الجزائر او فرنسا وايطاليا إلى صف التدخل العسكري في ليبيا؟ سيخضع الأمر للكثير من الحسابات، لكنه وارد جدا. بالنسبة لتونس أرى دورها الأساسي مراقبة الحدود ومنع تسرب الخلايا والمجموعات الارهابية. أما الجزائر فربما يصبح تدخلها ضروريا مع اتخاذ كل الاحتياطات. فرنسا متحمسة لحسابات استراتيجية تتعلق بثروات غرب ليبيا وما جاورها من دول. الغرب في نسبة منه يوظف بشكل أو بآخر الدواعش لتمهيد الطريق للسيطرة على ثروات ليبيا. وهنالك العامل القطري التركي وهو لاعب خطير ربما يقف خلف التقنيات العالية التي تم بها تصوير عمليات الذبح والدعم اللوجستي والاستخباراتي الكبير لتلك المجموعات، ولكنهم لا يفعلون ذلك بمفردهم بل لهم من يدعمهم. كيف تفسر الحديث المتزايد في امريكاوفرنسا عن توسع داعش في مصر والجزائروتونس خلال الايام الاخيرة، وحتى الاستخبارات الامريكية في الكونغرس تحدثت عن الامر الاسبوع الماضي؟ بكل تأكيد هنالك مصالح، ولكن ثمة فرق بين مصالح تتقاسمها الدول ولكل دولة الحق في رعاية مصالحها، ومصالح تكون على حساب دول أخرى. هنالك في الأفق مخططات حروب كبيرة، وللأسف الأمة العربية دائما في قلب الرحى. واليوم ليبيا ستكون عرضة لمثل هذا الأمر الذي يمضي نحو الحتمية الكاملة وما داعش إلا وسيلة وبساط للعبور. هل ترى في الافق تحالفا دوليا بحجة مكافحة الارهاب في ليبيا بمعية دول شمال افريقيا؟ هذا ممكن جدا، لكن الوضع السوري مختلف عن الوضع الليبي، لأن ليبيا على ضفاف المتوسط، وكنز من الثروات. وهنالك حسابات دقيقة لكل عامل دولي حول مصلحته في ذلك ومستوى مخاطر ردة الفعل الانتقامية للمجموعات الارهابية. قائد الطيران الليبي قال اليوم (الاثنين) انهم يرحبون بدعم من الطائرات والأسلحة ويرفضون أي تدخل بري، لكن كيف سيكون هذا التحالف ومن يقوده وضمن أي إطار، هنا مواضع أخرى الإشكال. الثابت أن الأمر لن يمر هكذا وأن هنالك حربا قد تطول. هل سيسفر التدخل في تسريع سفر المقاتلين المغاربيين من سوريا والعراق إلى ليبيا؟ في صورة تم تدخل غربي سيعلن الجهاد ويتم تحريك كل الخلايا النائمة وتصبح ليبيا قبلة للجهاديين من كل أرجاء العالم خاصة المغرب العربي وإفريقيا ومقصد المرتزقة أيضا. ليبيا الآن برميل بارود قابل للانفجار وتفجير المنطقة برمتها مما سينعكس على العالم كله وخاصة اوروبا. ما الحل في تصورك لتجنيب المنطقة تحولها إلى مزار لتوافد المقاتلين الاجانب؟ الدول نفسها تضع الحلول بالتنسيق مع بعضها، أعني بالخصوص دول المغرب العربي..لابد من تفكيك تلك الخلايا قدر ما يمكن والمراقبة على المعابر والحدود والمسافرين ودور المخابرات هام أيضا. ثم التوعية والتثقيف والتنوير الديني ودور الاعلام والمثقفين وشيوخ الدين كل ذلك مهم.