أبرز أمس، خبراء ومراقبون أمنيون، أن الإجراءات الاحترازية التي أطلقتها السلطات الجزائرية عند الحدود مع تونس وليبيا، لم تكن سوى ردة فعل على تهديدات أحد أمراء الإرهاب التونسيين ضمن ”داعش” في سوريا، وبدأه بتنفيذ هجوم مسلح على حافلة تقل عسكريين تونسيين وعائلاتهم في محافظة الكاف، قرب الحدود مع الجزائر. ويرى العديد من المختصين في الشأن الأمني، أن عملية منطقة ولاية الكاف الحدودية، التي راح ضحيتها 5 جنود، جرح 10 آخرين، هي ردّة فعل من العناصر الإرهابية على عملية وادي الليل، التي قتلت فيها عدد من النساء الإرهابيات. وتوجه يوم السبت الماضي، قيادي من تنظيم ”داعش”، تونسي الجنسية، ومن منطقة ”كوباني” بسوريا، برسالة هدد فيها الجميع بالانتقام لعملية وادي الليل، ومن اختيار التونسيين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وقال أن عناصر تنظيم ”داعش” على بعد 60 كلم من بن قردان الحدودية مع ليبيا، مهددا بعزل تونس. ويأتي هذا الفيديو الذي نشر على موقع تويتر، وتناولته وسائل الإعلام الإلكترونية والمكتوبة، تزامنا مع ورود معلومات حول تهديدات بتنفيذ مخططات إرهابية في جنوبتونس، تحدثت عنها الجزائر بعد تأزم الوضع في ليبيا، حيث تقوم القوات الجوية بمراقبة الحدود مع ليبيا وتونس على مدار الساعة، والتنسيق مع دول المنطقة، على غرار مصر وتونس، والتعويل على التعاون الاستخباراتي مع دول غربية منخرطة في الحرب على الإرهاب. وفي هذا الصدد، صرح الخبير التونسي في الشأن الأمني، الدكتور مازن الشريف، في تصريح ل”الصباح” أن مضمون الرسالة التي وردت على لسان عنصر تونسي ينتمي لتنظيم داعش في سوريا، تدعو الخلايا النائمة في ليبيا وفي تونس، إلى التحرك مع بعضها البعض، كما يمكن أن تكون معطى فعليا عن توغل ووجود عناصر من ”داعش” في تونس، خاصة وأن العناصر التكفيرية موجودة بكثرة في جنوب البلاد، وتحديدا في بن قردان، يضيف المتحدث. ودعا الخبير مازن الشريف، إلى التصدي للظاهرة الإرهابية باعتماد معالجة تتم على المدى القصير والمدى البعيد، وذكر أنه يجب أن تسترجع الدولة أنفاسها ويكون لها سيادة فعلية على قرارها، وفك الارتباط مع مجموعات ”القطرنسية”، وهو مصطلح يعني المشروع القطري الإسرائيلي التركي الداعم للإرهاب.