* ارتفاع أسعار البن في السوق العالمية يرهق جيوب الجزائريين يعرف استهلاك القهوة في الجزائر انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، حيث قدر نصيب الفرد سنة 2015 ب3.2 كلغ سنويا، وهذا ما جعل الجزائر الأولى عربيا وإفريقيا من حيث استهلاك هذه المادة، فيما ستشهد أسعار القهوة ارتفاعا كبيرا في الأسواق العالمية بسبب الأمطار التي أتلفت المحاصيل خلال السنة الجارية، ما سيرهق جيب الجزائريين الذين يدمنون على هذه المادة. كشفت بيانات صادرة أمس الأول عن مؤسسة ”إيكوبنك”، تصدر الجزائريين عربيا وإفريقيا كأكبر شعب يستهلك القهوة، حيث يقدر نصيب الفرد الواحد 3.2 كلغ سنويا، فيما يستهلك الشخص في الاتحاد الأوروبي 9 كلغ سنويا، وتتصدر إيطاليا دول الاتحاد الأوروبي. أما على المستوى العالمي، يستهلك البرازيلي 6 كلغ سنويا، وإفريقيا إثيوبيا تستهلك 2.27 كلغ للفرد ومدغشقر 1 كلغ ثم ساحل العاج 0.9 كلغ. ويعتبر الشاي المشروب الرسمى الأول لدى الدول العربية وبعض الدول الإفريقية ولم تتمكن القهوة من منافسته، والولايات المتحدةالأمريكية أكثر الدول التي تستهلك القهوة بين دول العالم، وخارجيا تعد القهوة المشروب الرسمي، ويشير المصدر ذاته إلى انخفاض حجم استيراد هذه المادة نهاية العام، نظرا لارتفاع سعر الدولار. أما فيما يخص الدول الرائدة في إنتاج مادة القهوة، تهيمن إثيوبيا وأوغندا على إنتاج البن في المنطقة، جنبا إلى جنب وهو ما يمثل 62٪ من ناتج القهوة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. ساحل العاج هي أكبر منتج في غرب إفريقيا، وثالث أكبر منتج في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. في حين تأتي البرازيل والفيتنام وكولومبيا كأكثر الدول إنتاجا لمادة البن. ومن جهة أخرى من المتوقع أن تشهد أسعار البن ارتفاعا في الأسواق العالمية، حيث تراجعت العقود الآجلة للقهوة خلال السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية، بعد إعلان كولومبيا رفع صادراتها لمواجهة تراجع الأسعار في الأسواق العالمية وحماية أرباح المزارعين المحليين. وتراجعت نوعية البن الذي تنتجه أمريكاالجنوبية خلال السنة الجارية بسبب الجفاف الذي سببته ظاهرة النينيو التي خفضت نوعية البن الكولومبي، ثالث أكبر منتج بعد البرازيل وفيتنام، وتسعى كولومبيا لبيع أكبر قدر من محصولها الجيد المتبقي لها. وقد سجل البن العربي أكبر انخفاض له ضمن 22 مادة خام في مؤشر السلع ”بلومبرغ”، حيث تراجع ب24٪ هذا العام. فيما تراجعت القهوة من نوع روبوستا ب 16٪. وكشفت تقارير رسمية إفريقية أن صناعة القهوة المنتجة في أوغندا وكينيا قد تتراجع بسبب الأمطار التي تهاطلت هذا الشهر، ما أدى إلى إتلاف محاصيل القهوة. ومع ذلك، من المرجح الزيادة في الطلب العالمي على القهوة في المدى الطويل، حيث سيرتفع استهلاك القهوة عالميا بنسبة الثلث إلى 200 مليون كيس بحلول عام 2030، مع زيادة عدد السكان وارتفاع الدخل القابل للتصرف. ولكن في مواجهة تقلبات الأسعار العالمية، قد تكون نقطة بيع رئيسية إفريقيا في تطوير السوق الداخلي الخاص بها، على ما هي بعض أفضل حبوب جودة في العالم. كما يمكن تنشيط قطاع البن في إفريقيا والتغلب على المشاكل المزمنة لها، عن طريق نمو الاستهلاك المحلي من القهوة وتجار التجزئة للقهوة المحلية حسب ما أورده ذات المصدر بحوالي 12٪ من إنتاج العالمي.