أمر والي باتنة، محمد سلماني، رؤساء البلديات بإشراك المجتمع المدني والجمعيات والمنتخبين المحليين، في إعداد برامج التنمية المحلية وترتيب الأولويات وفق الاحتياجات الحقيقية للسكان حتى يمكن تحقيق المشاريع والبرامج في ظروف مرضية. شدد المسؤول الأول عن الولاية، خلال زيارة عمل قام بها لبلديات أولاد بشينة وأولاد عوف ومعافة والتوتة وبني فضالة، التابعة لدائرة عين التوتة، على وجوب الرجوع إلى الإدارة عند برمجة المشاريع وإنجازها، وانتهاج سياسة التقشف والصرامة في الإنفاق العمومي وترشيد النفقات، ملحا في ذات السياق على تجنب اللجوء إلى الأراضي الفلاحية التي ينبغي عدم المساس بها من الآن فصاعدا تطبيقا لتوجيهات الدولة. واستهل الوالي زيارته لبلدية أولاد بشينة، حيث اطلع على الأشغال الجارية لتوصيل شبكة الغاز الطبيعي لهذه البلدية الواقعة في منطقة جبلية معزولة في الجهة الغربية للولاية، والتي تتميز بالشتاء القارص. وتم حسب الشروحات التي قدمت للوالي توصيل الغاز ل 100 سكن، وماتزال هناك عدة سكنات لم تستفد بعد من هذا المشروع وطلب رئيس الدائرة ورئيس البلدية بإعانة إضافية لإدراج 500 سكن في مخطط التوزيع، ولقي الطلب موافقة السلطات ومديرية الطاقة. واشتكي سكان البلدية للوالي من انعدام شبكات الطرق الواصلة إلى التجمعات الريفية، ومن العزلة جراء انهيار الدروب الريفية وعدم توفر شبكة للهاتف، إلى جانب ضعف الري الفلاحي وحرمان أصحاب الأراضي التي تقل مساحتها عن سبعة هكتارات من الاستفادة من الدعم الذي تقدمه الدولة للفلاحين، في إطار الصندوق الوطني للتنمية الريفية، والذي حرم العشرات من الفلاحين من العودة إلى مزارعهم وقراهم التي هجروها أثناء التسعينيات بعد تفاقم الهجمات الإرهابية. وتقدم أعيان المجتمع المدني بطلب يخص إعانة مستعجلة للبلدية تتعلق بمشاريع في السكن الريفي الذي لم تستفد البلدية منه إلا بعدد محدود لا يفي بحاجاتها الحقيقيىة، وأثيرت كذلك مشكلة اعتراض اصحاب الأراضي الزراعية التي يخترقها مشروع توصيل قنوات الغاز الطبيعي للبلدية انطلاقا من تيلاطو مرورا بقرية بريش إلى غاية مشارف البلدية، حيث أمر الوالي بإعداد دراسة تقنية شاملة لكل الجوانب وبعدها يتم اتخاذ التدابير والإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات. وتفقد الوالي في منطقة تامارا الأشغال الجارية من طرف الشركة الوطنية سونلغاز لتوصيل الغاز الطبيعي إلى القرية، والذي توشك أشغاله على الانتهاء، بينما طرح المواطنون بهذه المناسبة مشكل اهتراء محطة تصفية المياه القذرة وتجمع الفضلات بشكل أصبح يوثر على القرية كلها. ورد مدير الري على هذا الاقتراح بالكشف عن وجود مشروع بثلاثة عشر مليار سنتيم لإنجاز محطة جديدة. وبعد زيارته لمنطقة تمسغيت والاطلاع هناك على مشاريع جديدة، استفادت منها في مجال التزويد بالغاز الطبيعي والسكن، تلقى سلماني مطالب من المجتمع المدني بضرورة برمجة إكمالية للمنطقة وتوصيل مياه السقي إلى المشاتل الكائنة بتامارا وتمسغيت لسقي مزارع الأشجار المثمرة التي تتميز بها الفلاحة في المناطق الجنوبية لدائرة عين التوتة. وناشد سكان قرية بلعيد ومعافة، عند وصول الوالي إليهم، السلطات بإعادة الاعتبار لسد ايزمورن الذي أصبح في حالة متقدمة من التدهور واقترحوا على الوفد الولائي مساعدتهم بالحجارة التي تستخدم في صد الانزلاقات وانجراف المياه، ليتكفلوا بدورهم بحماية السدود والحواجز المائية التي تتعرض كل شتاء لفيضانات جارفة تأتي من منطقة بني فضالة، حيث لا تبقي على أي حواجز يقيمونها لسقي أراضيهم وأشجارهم. وفي قرية الشيحات تفقد الوالي مشروع الربط بالغاز بقيمة 38 مليار سنتيم، وتلقى طلبات من سكان القرية تخص إعانات من السكن الريفي والإنارة العمومية والطرق الريفية. كما دشن في عين التوتة مدرسة ابتدائية جديدة وأمر بعدم افتتاحها إلا في مطلع العام القادم بعد توفير كل الشروط الضرورية التي تمكن التلاميذ من متابعة دروسهم في ظروف مرضية خالية من أي مشاكل، وحذر المسؤولين من أي إجراء مخالف. كما حث مسؤولي بلدية عين التوتة بضرورة مجابهة المشاريع المتأخرة، والتي لم تنطلق بعد وتوفير الشروط اللازمة لانطلاقها في أقرب الآجال، وأعطى موافقته على توصيل الإنارة العمومية والكهرباء إلى الملعب البلدي الأولمبي أثناء زيارته له وتلقى شكاوى من القائمين على الرياضة بالبلدية، تلخصت في انعدام المرافق والخدمات الاساسية بالملعب. وبعد تفقد أشغال بناء سوق جواري وصلت نسبة أشغاله إلى 45 بالمائة، اتخذ في عين المكان إجراءات فورية لإنهائه في أقرب وقت. وحين تنقله إلى بلدية معافة تلقى شروحا تفصيلية حول جسر يقع في مدخل البلدية مهدد بالانهيار وقد يساهم في عزلة تامة للبلدية، حيث أمر بإجراء دراسة تقنية بشأنه بغية تسجيله للإنجاز، قبل أن يدشن محطة للتزويد بالمياه الصالحة للشرب في قرية بلعيد والمناطق الشرقية لبلدية معافة ويتفقد قاعة للعلاج، مختتما جولته بزيارة قاعة للعلاج بتاغروط ومشاريع في طور الإنجاز بمنطقة الشافات.