اصطدم فريق اتحاد العاصمة أول أمس بالواقع المر، واقع كان صادما للفريق الذي خسر نهائي رابطة أبطال إفريقيا في أول نهائي إفريقي يصل إليه منذ تاريخه إلا أن عوامل عديدة أبت وأن تسعد عشاق اللونين الأحمر والأسود الذين تمنوا رؤية ناديهم يضع أول نجمة على قميصه ويشارك في مونديال الأندية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، فالاتحاد حقق بداية ولا أروع في دوري المجموعات محققا شبه العلامة الكاملة لولا الخسارة في أخر لقاء ضد الهلال السوداني، ومع ذلك واصلت كتيبة المدرب ميلود حمدي تحقيق المفاجأة بإقصائها للهلال السوداني وبلوغ الدور النهائي الذي جعل الكل ينتابه شعور أن سوسطارة ستتوج بأولى ألقابها الإفريقية رغم أن الجميع أدرك صعوبة المنافس الذي يملك سجلا ثريا في جل المنافسات ووصوله للمشاهد الختامية قرابة كل موسم. تفاؤل العاصميين اصطدم بفريق أوقف حلما وأيقض عشاق الاتحاد من حلمهم الذي كانوا يعايشونه منذ انطلاق دوري المجموعات بتفوقه على رفقاء الحارس زماموش في بولوغين بهدفين لهدف واحد، نتيجة كان لها تأثير كبير على مباراة العودة التي لعبها الفريق العاصمي بغية تحقيق المعجزة لكن خبرة المنافس حطمت كل المساعي وواصلت تفوقها في مواجهة الإياب والتي رسمت تتويج النادي الكونغولي باللقب الإفريقي الخامس في تاريخه. مباراة الذهاب كانت المنعرج وسوسطارة ضيعت اللقب بأيديها كل من شاهد لقاء العودة في لوبومباشي أكد أن سوسطارة خسرت اللقب في لقاء الذهاب حين انهزمت في عقر الديار بثنائية مقابل هدف واحد، الأمر الذي صعب من مأموريتها أول أمس إذ أن جميع من تابع لقاء العودة شاهد فريقا أخر يلعب كرة جميلة وتحدي كبير كان يحذوا رفقاء زين الدين فرحات بغية التعويض بدليل صمودهم إلى غاية الدقيقة 75 التي حطمت مساعيهم في العودة في النتيجة. صحيح أن سوسطارة انهزمت في كلتا المباراتين إلا أن هذا لا يعكس المستوى الحقيقي للتشكيلة طالما أن رفقاء الحارس زيماموش ضيعوا اللقب في عمر حمادي حيث لو لعبت مباراة الذهاب في لوبومباشي لتغيرت المعطيات وكان للاتحاد كلام آخر. هاجس الغيابات أثر كثيرا وأسماء عديدة لم تلعب في مناصبها المعتادة ومن بين العوامل التي أثرت على سوسطارة لتحقيق مبتغاها هي الاصابات الكثيرة والتي غيرت مجريات المواجهتين بدليل غياب ما لا يقل عن 7 لاعبين سواء للإصابة أمثال مازاري، زماموش ودرفلو أو للعقوبة أمثال خوالد ومفتاح ربيع، الأمر الذي صعب من مأمورية أصحاب اللونين الأسود والأحمر في مواصلة حلمهم والتتويج بأول لقب إفريقي في تاريخ النادي ومع ذلك قام مدرب الفريق بعمل جبار بهدف إيجاد بدائل قادرة على تعويض الغائبين لكن لا أحد استطاع ذلك سيما وأن البعض لعب في غير منصبه ما كلف الاتحاد خساراتين متتاليتين وفقدان التاج الإفريقي. الخبرة لعبت دورها ولاعبي مازيمبي استغلوا ذلك للظفر بالتاج الغالي كما كان لعامل الخبرة دور كبير في تحديد هوية المتوج باللقب الإفريقي فرفقاء الملغاشي أندريا خاضوا هذه المنافسة لأول مرة في مشوارهم الكروي عدا بعض الاعبين الذين شاركوا رفقة نواديهم السابقة على غرار مفتاح وعودية، الأمر الذي عرقل مساعي الاتحاد الذي اصطدم بفريق أكثر خبرة منه مادام مازمبي يشارك في هذه النسخة قرابة كل موسم، بدليل أن الموسم الماضي خرج في الدور النصف النهائي على يد الوفاق السطايفي ولاعبوه يملكون خبرة عالية سمحت لهم باستغلالها في لقاء أول أمس أين حقق اللقب الخامس. بلخماسة الأحسن ومستقبل كبير في انتظاره النقطة البارزة في لقاء أول أمس كان تألق لاعب وسط سوسطارة محمد بلخماسة الذي أنسى الجميع غياب بلايلي بمراوغاته وتحركاته الخطيرة التي جعل كل من شاهد المباراة يثني عليه كثيرا ويتوقع له مستقبلا كبيرا.