أوقف فريق تيبي مازامبي الكونغولي أحلام عشاق اتحاد العاصمة، بعد تمكنه من هزم سوسطارة بملعب عمر حمادي ببولوغين، سهرة أول أمس، لحساب ذهاب الدور النهائي لرابطة أبطال إفريقيا. هزيمة لم تكن متوقعة في ظل المعطيات التي كانت في بدايتها كانت تسير لصالح النادي العاصمي الذي استفاد من أفضلية الملعب والجمهور الذي توافد بقوة، إلا أن الواقع الحقيقي أبى إلا أن يقول كلمته ويعطي الحق حقه. فسوسطارة كانت خارج الإطار طيلة أطوار المقابلة رغم البداية القوية في الدقائق العشر الأولى، لكن لا المدافعين مازاري وخوالد تمكنا من إيقاف خطورة مهاجمي مازمبي، خاصة ساماطا الذي عبث بدفاع الاتحاد الذي بدون شك لن ينسى هذه المواجهة التي ستبقى في مخيلة النادي العاصمي، كيف لا ورفقاء فرحات لم يقدروا على مجاراة خصم لعب شوطا منقوصا من خدمات مهاجم كان له أثر كبير، لكن الخبرة صنعت الفارق بدليل تفوق الضيوف بالطول والعرض، جاعلين الاتحاد مجرد فريق عادي يسقط في عقر داره بطريقة مؤسفة ومبخرا أحلامه برفع التاج الإفريقي الأول في تاريخه. أشبال المدرب حمدي اصطدموا بمنافس جاء لبولوغين للعودة بانتصار ولا شيء آخر، محققا مبتغاه على أكمل وجه وواضعا أكثر من قدم لانتزاع اللقب الغالي الذي لم يرغب في معانقة الاتحاد أو بالأحرى الاتحاد من رفض معانقته، نظرا لمجريات المواجهة التي كانت لصالح الضيوف الذين عرفوا كيف يستغلون عدم تركيز رفقاء الحارس زماموش، الذي بدوره أنقذ ناديه من مهزلة حقيقة بتصديه لكرات عديدة إضافة لركلة الجزاء الأولى. دفاع غائب، إقحام مازاري يطرح التساؤلات وخوالد كان خارج الإطار وبالعودة للمباراة فإن سوسطارة لم تظهر بالوجه المنتظر الذي قدمته منذ انطلاق هذه المنافسة الإفريقية، إذ ظهر جليا أن دفاع الفريق كان غائبا، ومن تابع المواجهة لاحظ أن مازاري وخوالد كانا الغائبين الحاضرين، خاصة الأول الذي لم يستطع فعل أي شيء أمام سرعة مهاجمي مازمبي الذين يتحصلون في كل مناسبة على مخالفة خطيرة يتسبب فيها مازاري. دخول مازاري حير الجميع، كيف لا ودخول شافعي في الشوط الثاني غير اللقاء وأعطى نوعا من الانسجام في الخط الخلفي الذي شهد تشتتا أيضا من قبل خوالد، نظرا لمستواه الضعيف والذي جعله يرتكب عدة أخطاء، أبرزها ركلة الجزاء الثانية، ما يفسر أن خطة حمدي لم تأت بالنفع على الفريق وبخرت شبه أحلامه، في انتظار حدوث معجزة في لقاء العودة. هل أخطأ الاتحاد بالاستقبال في بولوغين اختيار ملعب عمر حمادي ببولوغين لاستضافة نهائي العرس الإفريقي كان نقمة على الاتحاد، الذي يبدو أنه أخطأ بذلك. فالمنافس لعب بكل أريحية وكأنه لعب بعقر دياره بمومباشي، كيف لا والسيطرة كلها كانت لرفقاء ساماطا الذين لم يخرجوا من المباراة، بل العكس سوسطارة هي من لعبت تحت الضغط، الأمر الذي جعل البعض يندم على اختيار ملعب بولوغين لاحتضان عرس كبير في ملعب صغير. الفريق أمام معجزة لتحقيق الحلم وهدف سوڤار قد يغير مجرى الواقع نتيجة أول أمس جعلت حلما يتبخر في لحظة لم يتوقعها أحد، كيف لا ومباراة العودة ستلعب في ملعب أكثر ضغطا من الذي كان ببولوغين وتحت درجة ورطوبة عالية، الأمر الذي لا يخدم مصالح سوسطارة خاصة وأنها سقطت في عقرديارها لتتعقد الأمور أكثر فأكثر، في انتظار معجزة قد تتحقق رغم صعوبتها. يأتي هذا في الوقت الذي يبقى فريق اتحاد العاصمة مهددا بعقوبات قاسية من الكاف بسبب تصرفات أنصار سوسطارة.