أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن قلقه إزاء تردي الوضع الأمني في الأراضي المحتلة، محذرا من عواقب أي انهيار للسلطة الفلسطينية، مؤكدا أن ذلك سيشكل تهديدا لإسرائيل. وحذر كيري في كلمة ألقاها يوم السبت أمام منتدى سابان السنوي بمعهد ”بروكينغز اينستيتيوشن” من أنّ انهيار السلطة الفلسطينية سيكون له آثار مدمرة على منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن ذلك سيشكل تهديدا لإسرائيل. قال كيري الذي زار المنطقة الشهر الماضي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدا ”يائسا أكثر من اي وقت مضى عندما تحدث عن الإحباط وخيبة الأمل الذي يشعر بهما الشعب الفلسطيني”. وأضاف أن غياب الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لم يكن يوما بهذا العمق، مؤكدا أنّ المسار الحالي للأحداث سيؤدي إلى مزيد من العنف واليأس، داعيا الجانبين إلى إنهاء العنف قبل أن يتفاقم. وأضاف كيري أن التغيير يتطلب شجاعة حقيقية واختيارات صعبة، موضحا أنه يتعين على الفلسطينيين أن يقرروا شكل المستقبل الذي يريدونه لشعبهم، كما ينبغي على الإسرائيليين اتخاذ قرارات صعبة. ودعا كيري الفلسطينيين والاحتلال إلى العمل لتحقيق حل الدولتين، مشددا على ضعف السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ليس من مصلحة إسرائيل. وأشار إلى أنه في هذه الحالة ستسيطر إسرائيل على الأراضي التي تديرها السلطة الفلسطينية، في الوقت الذي ستزيد المطالب بحل الدولة الواحدة، وبالتالي سيصبح الإسرائيليون يمثلون الأقلية، وهو ما يعتبر خطرا على وجود إسرائيل. ومن جهته، رفض الوزير أوفير أكونيس من حزب الليكود، في حديث صباح أمس لقناة عبرية، تحذير وزير الخارجية الأمريكي، مؤكدا أن إسرائيل لن تصبح دولة ثنائية القومية. وأشار أكونيس إلى أن 99 بالمئة من الفلسطينيين في الضفة الغربية يعيشون تحت سيادة السلطة الفلسطينية. وتطرق اأونيس إلى اتهام وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فولستروم لإسرائيل بأنها تعدم الفلسطينيين بدون محاكمة، قائلا أن موقفها ناجم عن الجهل المطبق. واعتبر رئيس المعارضة يتسحاق هرتصوغ أن أقوال الوزير كيري تعكس الإحباط الذي يشعر به زعماء دول في العالم بسبب الأخطاء التي ترتكبها إسرائيل. وحمل النائب هرتصوغ على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلا إن سياسته تقودنا إلى طريق مسدود وانه يستسلم لمعسكر اليمين على حساب أمن إسرائيل ومستقبلها.