* المفاوضات مع فرنسا حول هذه الملفات وصلت إلى نقطة ”اللارجوع” كشف وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، عن فحوى زيارته الأولى من نوعها لوزير مجاهدين جزائري إلى فرنسا، حيث أعلن عن تشكيل لجنة جزائرية فرنسية مشتركة تفرعت عنها عدة لجان لدراسة ملفات المفقودين، التفجيرات النووية برڤان، وملف الأرشيف الوطني. وأكد الطيب زيتوني أن العلاقات الجزائرية الفرنسية لن تصير ”ممتازة” ما بقي ملف الذاكرة عالقا، مشيرا إلى أن زيارته الأولى من نوعها إلى باريس، تطرقت ب”جرأة” لملفات المفقودين والتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية، فضلا عن ملف استرجاع الأرشيف الوطني كاملا غير منقوص، وشدد على أن جرح الاستدمار الفرنسي اندمل، لكن علاماته باقية، والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية دونما مركب نقص، واعتبر حملات التشويه التي تتعرض لها الذاكرة الجزائرية من قبل بعض الأشخاص ”معزولة” و”منفردة” والتاريخ والتضحيات الجزائرية أكبر بكثير.. و ابرز وزير المجاهدين لدى استضافته بفوروم الإذاعة الجزائرية، أن زيارته إلى العاصمة الفرنسية جاءت تلبية لدعوة كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، جان مارك تودشيني، الذي قدم إلى الجزائر على متن طائرة رئاسية خاصة، للمشاركة في احتفالات الذكرى ال 70 لمجازر ال8 ماي 1945، وهو بحسبه، مؤشر جيد على تغير الموقف الفرنسي اتجاه ملف الذاكرة منذ التوقيع على ” إعلان الجزائر” للتعاون والصداقة بين الرئيس بوتفليقة والرئيس هولاند، خلال زيارته إلى الجزائر ديسمبر 2012. وأوضح زيتوني، أن الزيارة التي تعد الأولى من نوعها لوزير المجاهدين إلى فرنسا، أفضت إلى تشكيل لجنة جزائرية فرنسية مشتركة تفرعت عنها عدة لجان لدراسة ملفات المفقودين، التفجيرات النووية برقان، وملف الأرشيف الوطني الجزائري، مشيرا إلى اجتماعين تم عقدهما في ال3 وال11 من الشهر الجاري بالعاصمة، وتطرقا إلى ملف المفقودين وملف التجارب النووية برقان التي احتفلت الجزائر منذ يومين فقط بذكراها ال 56. وتابع الوزير أن المفاوضات مع فرنسا حول هذه الملفات وصلت إلى نقطة ”اللارجوع”، حيث طالبت الجزائر بالتعويضات لضحايا التجارب النووية سواء كانوا أفراد أو جماعات، علاوة على تعويضات عن الأضرار التي تعرض لها المحيط والبيئة، مضيفا أن فرنسا الاستعمارية ارتكبت جريمة شنعاء لا تغتفر برقان حتى بشهادات الفرنسيين أنفسهم، والجزائر لن تتنازل عن مطالبها الشرعية دون أي مركب نقص، وستدعم ملف ضحايا التفجيرات النووية بالاستعانة بخبراء في القانون وأطباء، مؤكدا أن فرنسا لا تستطيع أن تنكر جرائمها في رقان، كما تقرر إعادة دراسة ملف المفقودين خلال الحقبة الاستعمارية من قبل الجزائريين، مشيرا إلى أنه التقى العائلة الثورية وأصدقاء الثورة من الفرنسيين بباريس. وعن الأرشيف الوطني الجزائري لدى فرنسا وتماطلها في تسليمه، أكد زيتوني، أن الجزائر لن تتنازل عن أرشيفها كاملا غير منقوص منذ بدء الاحتلال سنة 1830، مشيرا إلى أن الجزائر تسلمت 2 بالمائة فقط من أرشيفها الوطني، بينما تبقى ما نسبته 98 بالمائة بين أيدي الفرنسيين، مشددا على ضرورة استرجاعه كاملا حتى ذلك الذي يحمل صفة ”سري للغاية”، وقال إن اللجان المشتركة بدأت في عملها حديثا،” ونحن في بداية المفاوضات لاسترجاع الأرشيف كاملا دون استثناء”.