لا تزال تجربتا الاقتباس والترجمة تهيمنان على النص المسرحي الجزائري اعتبر، خرواع توفيق، المختص في الفنون المسرحية، يوم السبت، خلال لقاء بخميستي ”تيسمسيلت”، بأن ”النص المسرحي الجزائري لا تزال تهيمن عليه تجربتا الاقتباس والترجمة من المسرح العالمي”. وأوضح خرواع توفيق، الأستاذ بقسم الفنون بجامعة سيدي بلعباس، خلال تنشيطه لمحاضرة حول ”الخطاب المسرحي الجزائري بين التجريب والإبداع”، في إطار الأيام الوطنية الثالثة للفنون الدرامية، بأن ”النص المسرحي في الجزائر ظل يتراوح بين عمليتي الاقتباس والترجمة من نصوص المسرح العالمي واعتماد تجارب عالمية عديدة”. وأضاف أن ”حركة التأليف المسرحي في بلادنا شهدت نوعا من التراجع والركود خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال الإبداع وكتابة نصوص جديدة تخدم المسرح الجزائري مكتفية بالاقتباس والترجمة من الروايات المسرحية العالمية”. وقد خلص المحاضر إلى جملة من الأسباب لإشكالية النص المسرحي بالجزائر وفي مقدمتها ”عدم معايشة الكتاب المسرحيين لما هو حاصل من تطور وتراكم نصي وفكري”، إلى جانب ”غياب التكوين والاطلاع عن كثب على الأعمال المترجمة، ما يجعل عادة الكتابة المسرحية محدودة الطرح والجوانب وتفقد صلتها بالجمهور لأنها تكون بعيدة عن التحولات الاجتماعية والسياسية”، يضاف إلى ذلك، كما يقول الأستاذ خرواع توفيق، قلة الوسائل ونقص الدراسات النقدية وعدم إعطاء أهمية للموجودة منها. وأبرز نفس المختص بأن تطور المسرح الجزائري ”مرتبط أساسا بتطور أساليب الخطاب الدرامي والبحث في الوقت ذاته عن مصادر جديدة للإبداع، حيث يتعين على الكاتب أن يبحث ويجرب حتى لا يقع تحت تأثير الكتابة المستهلكة وقوعا آليا، بل عليه أن يضيف أسلوبا جديدا يثري به التجربة المسرحية”. وتعرف الأيام الوطنية الثالثة للفنون الدرامية بخميستي مشاركة 13 فرقة مسرحية وللمونودراما قدمت من 13 ولاية، حيث تتنافس على جوائز اللؤلؤة الذهبية والفضية والبرونزية حول أحسن سينوغرافيا وأحسن أداء رجالي ونسائي. وقد شهد اليوم الثالث من هذه التظاهرة يوم السبت، تقديم ثلاثة أعمال مسرحية في إطار المنافسة وهي ”المزبلة الفاضلة” لجمعية ”الأمل” لترقية الشباب لبرج بوعريريج و”سفر” من إنتاج تعاونية ”النبراس” لفنون العرض لأدرار و”ديبلوم” لجمعية ”أحباب المسرح” للفنون الدرامية من البويرة.