رد القيادي في ”حمس”، ناصر حمدادوش، على الذين يتهمون حركة مجتمع السلم بالانتهازية بالقول ”لا أحد يزايد علينا في مواقفنا وخياراتنا السياسية، فقد شاركنا في زمن الأزمة وشحّ الموارد المالية للدولة من أجل الخروج بالبلاد من محنتها، وقاطعنا الحكومة في زمن البحبوحة المالية، وهو ما ينفي الانتهازية التي يتهمنا بها البعض”. وقال حمدادوش على صفحته الرسمية عبر ”الفايسبوك” إنه لم يجد مَن ينتقد حركة مجتمع السلم - في محاولاتٍ يائسةٍ للنيل من مصداقيتها ومحوريتها في الحياة السياسية - إلا ”الانحباس” في لحظة الماضي، و”الاختباء” وراء التاريخ، لتحميلها جزءًا من المسؤولية عما وصلت إليه البلاد، وذلك لمشاركاتها في الحكومات السابقة وتحالفها مع حزبي السلطة ”الأفالان” و”الأرندي”. وأضاف حمدادوش أن الحديث عن المشاركة كواقعٍ تاريخيٍّ مجرّد لا يضر ”حمس”، لأنه جزءٌ من ذاكرة الحركة الذي نعتزّ به ولا نستحيي منه، بخلاف التفسير السياسي والإيديولوجي المغرض له، مشيرا إلى أن الإنصاف يقتضي عدم محاكمة الماضي بمعطيات اللحظة الراهنة، ولا يُعقل حسبه الوقوف عند التاريخ إلا بمقدار الحاجة إلى العظة والعبرة منه من أجل الحاضر والمستقبل. وأضاف مستطردا أنه ”لا يمكن الحديث عن خيار المشاركة دون مراعاة سياقه وأسبابه ومبرّراته وأهدافه”، موضحا أن المشاركة في الحكومة جاءت في سياق الأزمة الأمنية خلال التسعينات، حيث كان التيار الإسلامي كلُّه مستهدفا بالتشويه عبر شمّاعة ”العنف والإرهاب”، كما أن الجزائر كانت مستهدفةً في وحدتها الوطنية والترابية. وأفاد حمدادوش أن الحركة أثبتت وطنيتها وعدم أنانيتها في العمل التشاركي الجماعي والتوافقي سواء عبر خيار المشاركة، أو مع أحزاب المعارضة حاليا، بعيدا عن الحزبية الضيّقة أو الاصطفافات الإيديولوجية المدمّرة. وقال إن ما يدعو للاستغراب في التهجّم على الحركة في خيارها السابق أن منظرّيه ورموزه قد انشقّوا عن الحركة، ومع ذلك تدفع الحركة لوحدها ضريبة هذا التحامل. وأبرز ذات المتحدث أن الحركة تعمل على ترسيخ تقاليد العمل الديمقراطي وفق المنطق السياسي، بعيدا عن تمييع المسؤولية السياسية، وهو أن الأغلبية يجب عليها أن تتحمّل مسؤولية الحكم وفق برنامجها الانتخابي، وأن الأقلية يجب عليها أن تتحمّل مسؤولية موقع المعارضة. وأوضح ذات القيادي أن حمس وهي في المشاركة كانت تمارس نوعا من المعارضة، عبر قاعدتها الذهبية للشيخ المؤسس الراحل محفوظ نحناح حيث كانت تُتهم بأن لها رِجْلا في السلطة ورِجْلا في المعارضة. وتساءل حمدادوش لماذا يتّجه النّقد واللّوم ل”حمس” وحدها دون غيرها، رغم أن هناك أحزابا أخرى شاركت - بصورةٍ أو بأخرى - في الحكومات السابقة على غرار الأفافاس والأرسيدي والنهضة؟.