تعيش ولاية عنابة حركية تنموية تشمل مجالات نشاط متعددة من شأنها إرساء دعائم صلبة لبعث إنعاش اقتصادي مندمج ومتكامل بهذه المنطقة، حسب توقعات مسؤولين محليين. الولاية التي تقع بشمال شرق البلاد ويفوق تعداد سكانها655 ألف نسمة يتوزعون على مساحة تقدر بأكثر من 1393 كلم مربع، وطالما اقترن اسمها بقاعدتها الصناعية المتنوعة التي تبقى مرجعا للصناعة الثقيلة بالجزائر، بالإضافة إلى مؤهلاتها السياحية النوعية التي تبقى قابلة للاستثمار وخلق الثروة. فإلى جانب كسب رهانات تنموية في مجال صناعة الحديد والصلب باستعادة مجموع أسهم مركب الحجار من الشريك الأجنبي وإطلاق برنامج الاستثمار لتأهيل هذه القاعدة الصناعية وتمكينها من بلوغ قدرات إنتاجية تفوق 2 مليون طن من الفولاذ السائل بحلول سنة 2017، بغلاف مالي يفوق 1 مليار دولار أمريكي تعززت القاعدة الصناعية لولاية عنابة أيضا بمصنع لتجميع وصيانة عربات ترامواي (سيتال). ويهدف هذا المشروع الذي يعكس شراكة نوعية تدعم التوجه الإستراتيجي للدولة، الرامي إلى استحداث قطب صناعي خاص بنشاطات السكة الحديدية بالمنطقة إلى تفعيل وبعث النشاطات الصناعية المحلية الصغيرة التي يعول عليها لبلوغ أهداف الإدماج الصناعي من خلال بعث صناعة قطع الغيار والتجهيزات الحديدية والبلاستيكية، وتأهيلها لمرافقة متطلبات مراكز الصيانة التابعة لسيتال. ففي إطار شراكة جزائرية - فرنسية تمكن مصنع سيتال الذي تم تدشينه في مايو 2015 من تسليم أول دفعة من عربات ترامواي (30 عربة) شهر سبتمبر المنصرم بطاقة تقدر بأربع عربات شهريا توجه لتغطية احتياجات ولايات قسنطينة وسيدي بلعباس ووهران وورڤلة من عربات النقل الحضري عن طريق الترامواي. ولمواكبة هذا التوجه أعدت ولاية عنابة برنامجا استعجاليا لتهيئة وتأهيل المناطق الصناعية وخلق فضاءات صناعية وأخرى للنشاط، في مقدمتها الحظيرة الصناعية لعين الباردة التي تتربع على 523 هكتار، والمهيأة لتوطين مشاريع صناعية مهيكلة من شأنها أن تشكل، إلى جانب المنطقة الصناعية ببرحال قاطرة لبعث الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتنويع النشاطات الاقتصادية بالمنطقة. وتم في هذا الإطار تهيئة وتأهيل المناطق الصناعية ومناطق النشاط الموجودة بولاية عنابة (5 مناطق صناعية و8 مناطق نشاط) التي توطن حاليا ما مجموعه 166 وحدة اقتصادية حيث بلغت نسبة التغطية بالإنارة العمومية ال 98 بالمائة، والأشغال جارية لتأهيل الطرقات وترقية الخدمات على مستوى هذه المناطق.