* بن فليس: أهداف السلطة ترمي لصرف الأنظار عن أزمة نظام * مقري: المعارضة هي الجهة الوحيدة التي تستطيع إيصال البلاد لمرفأ الأمان * جاب الله: أي حوار مع السلطة يجب أن يتعلق بكيفية تنصيب الهيئة الوطنية التي تتولىّ الإشراف على الانتخابات لم يكن ثاني أكبر تجمع للمعارضة في مستوى الضجة الإعلامية التي أثيرت حوله، حيث شهد هذا الأخير غياب بعض الشخصيات المعروفة وذات الوزن السياسي الثقيل على غرار رئيسي الحكومة الأسبقين، مولود حمروش وسيد أحمد غزالي، إلى جانب قيادات الفيس المحل، فيما انتقدت أحزاب طريقة سير الهيئة التي قالت إنها ستستغل من طرف النظام. شهد المؤتمر الذي عقدته المعارضة بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، غياب بعض الشخصيات المعروفة ذات وزن سياسي ثقيل على غرار رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، وسيد أحمد غزالي و كذا أبوجرة سلطاني، طالب الإبراهيمي، جميلة بوحيرد، وقيادات الفيس المحل وممثلي بعض الأحزاب كرئيس حزب جبهة التغيير الذي ناب عنه رئيس مجلس الشورى بشير طويل، ناهيك عن عدم حضور محسن بلعباس، حفيظ دراجي، وخديجة بن قنة مثلما تم الترويج له. ورغم أن التنظيم الذي عرفه المؤتمر كان ناجحا إلى درجة كبيرة، إلا أن غياب الشخصيات ذات الوزن وغرق قادة الأحزاب في خطاب توصيفي للوضع السياسي الراهن دون طرح حلول بديلة، جعل من هذا المؤتمر مجرد ”اجتماع موسع” لهيئة التشاور والمتابعة رغم نفي قيادات داخل المؤتمر الأمر على غرار عبد العزيز رحابي، الذي أكد تفهمه واحترامه لكل عضو أو ضيف اعتذر عن حضور اللقاء، فيما شهد حضور الأشخاص التابعين لجمعية ”sos” خلال انطلاق فعاليات المؤتمر رافعين لمساندة عائلات المفقودين. حضور نكاز يلهب القاعة ويخطف الأضواء بالمقابل، عرف المؤتمر حضور المترشح السابق لانتخابات الرئاسية السابقة رشيد نكاز، في حدود منتصف النهار، وهو الأمر الذي دفع الحاضرين ولا سيما منهم الصحفيين للخروج لاستقباله، في الوقت الذي استاء فيه البعض لهذا الحضور المتأخر. وشهد خطاب قادة المعارضة إجماع كلي على عدم إقحام الجيش الوطني الشعبي في الصراعات السياسية، حيث قال رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس إن الجزائر مهددة بسبب التطورات المقلقلة جدا على الحدود، والتي دفعت بالجيش للتقدم دون التأخر، وهو ما لا يمكن تجاهله أمام هذا الظرف الذي يستدعي تحقيق إجماع وطني ووحدة وطنية لبلوغ هدف حماية الوطن والدفاع عنه. وتابع بأنه ”أخشى أن يستغل النظام توظيف الأخطار المحدقة بالأمن الوطني في حسابات خاصة به، ومن هذا المنظور من الواضح أن الخطاب البليغ الذي يصلنا في الآونة الأخيرة لم ينجح لإخفاء الأهداف الحقيقية للنظام اليائس القائم”. أما مقري، فبدأ مداخلته بالحديث عن خطاب التهويل والتخوين المنتهج من قبل بعض الشخصيات والأحزاب وحتى بعض الإعلاميين، الذين لا يملكون نزاهة وأمانة في نظره، بالرغم من التحديات التي تواجهها البلاد، مشيرا إلى أن المعارضة هي الجهة الوحيدة التي تستطيع إيصال البلاد لمرفأ الأمان بنظام سياسي حاكم، معترفا بعدم قدرتها على إحداث تغيير جذري سريع، لكن يمكنها كسب نقاط كل يوم إلى غاية تحقيق التغيير المنشود وهو آت لا محالة، حسب مقري. وفي نفس السياق، أوضح الأمين العام للنهضة، محمد ذويبي، أن السلطة ترفض مشروع التحول الديمقراطي خوفا من ضياع منافع غير مشروعة على حساب أحلام وطموحات الشعب، محذرا من استمرار الوضع الذي تمر به الجزائر من تحديات داخلية خطيرة مع مواصلة الغلق السياسي والإفلاس الاقتصادي. من جهته، رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، الذي ألقى كلمة مطولة، أكد أن الحقوق التي يطالب بها الشعب لا تتحقق له إلاّ إذا غيّر وضعه النفسي، مؤكدا أن أي حوار مع السلطة اليوم يجب أن يتعلق بكيفية تنصيب الهيئة الوطنية التي تتولىّ الإشراف الكامل على الانتخابات. أما عن رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، فقد أكد على ضرورة قيام المؤسسة العسكرية بدورها بعيدا عن السياسة، مثلما حدث سابقا، مشددا على ضرورة تحضير النظام الحالي لنفسه من أجل المغادرة وترك المشعل للجيل الجديد، ليفتح النار على العدالة التي تبرأ المجرم وتجرّم البريء، من خلال قرارات عبثية، حسب جيلالي، ليدعو إلى ضرورة إرجاع الثقة عن طريق رؤية مستقبلية. البناء تتهم سعداني بسرقة مبادرة الجدار الوطني وبدوره، فتح رئيس حركة لبناء، أحمد الدان، النار على السلطة القائمة التي وصفها بالتعسف، مشيرا الى أنه يساند الدولة ومؤسساتها التي تختلف عن السلطة ”الأنانية”، منتقدا مبادرة الجدار الوطني للأفالان التي طعن فيها، بقوله ”نريد جدارا وطنيا لجميع من يمثل الشعب دون إقصاء، وعلى السياسة الخارجية أن تمثل الشعب، كما نطالب بانتخابات نزيهة”. من جهته، شدد ممثل مناصرة، على أن تشكيلته ترغب في فتح حوار جاد بين القوى السياسية والاجتماعية المعنية بالتحول الديمقراطي بغية الوصول إلى وفاق وطني يشمل معارضة وسلطة. هذا وكان خطاب زعيم الأرسيدي محسن بلعباس، الذي غاب عن اللقاء، مغايرا لباقي الأعضاء بعد أن وجه انتقادات لأعضاء المعارضة، حيث قال في خطابه أنه ”يجب أن نتسم بوضوح مثالي وأن المماطلة والإغراءات الشخصية أو الحزبية التي سمعنا عنها خلال اللقاء الأول، قد شوشت رسالة مزفران، بل حتى إنها أضعفت من نجاعتها السياسية والإعلامية لأننا لم نؤطر أهدافنا طالما لم نرفع سوء الفهم، وسيكون تماسكنا واهيا، لأن سوء الفهم هذا يحمل بوادر الاختراق والاستغلال من طرف عصابات النظام.