كشفت تقارير أمريكية أن الجزائر رفضت طلبا تقدم به مسؤولون بإدارة أوباما لشن ضربات جوية انطلاقا من أراضيها، ضد أهداف محددة في ليبيا بدعوى استهداف التنظيم الإرهابي ”داعش”، بعد أن أشارت إلى كون المخاوف من بدء تدخل عسكري باتت أقرب إلى التحقق، بعد وصول حكومة الوفاق الوطني العاصمة طرابلس. وذكرت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين ما زالوا يحاولون الحصول على موافقة دول الجوار الليبي لبدء الطلعات الجوية، موضحة أن كلا من الجزائروتونس ترفض الاستجابة للطلب الأمريكي، وهو ما قد يعني أن أي ضربات عسكرية أمريكية محتملة قد تنطلق من إيطاليا، أو إسبانيا، أو اليونان، أو ربما حتى من بريطانيا. وفي هذا الخصوص أوضحت صحيفة ”واشنطن بوست” أن شبح تدخل عسكري غربي جديد بليبيا جعل منطقة شمال إفريقيا منقسمة. فتونس تواجه تهديدات إرهابية وغير مستعدة لتلقي هجمات أخرى جديدة، والجزائر تعارض بشكل قاطع. أما مصر فتدعم الفصيل الشرقي في النزاع الليبي، في إشارة إلى برلمان طبرق. وفي هذا الصدد، ذكرت المراجع أن البداية المتعثرة لحكومة الوفاق الوطني الجديدة الأسبوع الماضي تجعل الدول الغربية، بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية، أقرب كثيرا إلى بدء عمليات عسكرية بليبيا، وتضعها أمام مجموعة من التحديات ستختبر مدى قدرة تلك البلدان على ضمان الاستقرار ببلاد يتهددها شبح الإرهاب والانقسامات الداخلية. ووفقا للتقرير الأمريكي فإن المسؤولين الغربيين حيوا وصول حكومة فايز السراج إلى طرابلس على متن قارب من تونس، واعتبروا ذلك مؤشرا على قرب انتهاء الانقسام السياسي أخيرا داخل البلاد. ولفتت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين، بما في ذلك إيطاليا، وفرنسا وبريطانيا، جعلوا من ”تنصيب” حكومة الوفاق الوطني شرطا مبدئيا قبل أي عمليات مشتركة لبدء جهود دولية لتحقيق الاستقرار بالبلاد، والمساهمة في محاربة تنظيم ”داعش” هناك. وبخصوص الشق المتعلق بالتدخل العسكري، ذكرت الواشنطن بوست أن الولاياتالمتحدة تستعد لتنفيذ مخططات لإطلاق ضربات قوية ضد فرع تنظيم ”داعش” داخل الأراضي الليبية، الذي تمكن وفق المصدر من تشكيل خلايا تضم 8 آلاف إرهابي، وجعل من ليبيا أحد أقوى معاقله خارج العراق وسورية. وبحسب التقرير الأمريكي فإن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا حددت العشرات من الأهداف داخل ليبيا التي قد تضربها الطائرات الحربية الأمريكية والأوروبية، وتمتد تلك الأهداف من مدينة سرت الساحلية، إلى أجدابيا، وصبراتة ودرنة. كما لفتت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تسعى لتحسين التنسيق بين وحدات القوات الخاصة الأمريكية ونظيراتها الفرنسية والبريطانية، التي أقامت خلايا على الميدان، وذلك لاستقطاب المليشيات المحلية لمواجهة عناصر ”داعش”. إلى ذلك، أوضحت السعي لاحتواء التحديات المرتبطة بإطلاق عمليات عسكرية في منطقة لا تتوفر على نفس البنيات التحتية التي هي تحت تصرف الولاياتالمتحدة بأماكن أخرى في الشرق الأوسط.