* مريم معروف: ”المتعاقدون عزفوا عن مسابقة.. النجاح فيها شبه مستحيل” أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن أكثر من 24 ألف أستاذ متعاقد سجلوا أنفسهم لاجتياز المسابقة الوطنية لتوظيف الأساتذة، وهذا فيما قاطع 31 ألف المسابقة من مجمل أزيد من 55 ألف متعاقد يدرس في القطاع وفق ما قدمه مسؤولي وزارة التربية الوطنية، وهذا لأسباب أرجعت إلى معرفة غالبيتهم أن نجاحهم في المسابقة التي ترشح لها أكثر من مليون و7 آلاف مترشح سيكون شبه مستحيل في ظل عدم تجاوز عدد المناصب 28 ألف منصب. صرحت الوزيرة على هامش ورشة عمل حول تنمية الطفولة أن ”مجموع 24 ألف و322 أستاذ متعاقد سجلوا أنفسهم لاجتياز المسابقة الوطنية لتوظيف الأساتذة المقررة يوم 30 أفريل 2016”. كما أوضحت بن غبريط أن الأساتذة المتعاقدين الذين استفادوا من إجراءات استثنائية لإيداع ملفاتهم على مستوى المكاتب المخصصة لهذا الغرض على مستوى مديريات التربية بإمكانهم سحب استدعاءاتهم ابتداء من 24 أفريل 2016. وكان الأساتذة المتعاقدون قد شنّوا حركة احتجاجية للمطالبة بتوظيفهم المباشر ودخلوا في إضراب عن الطعام في اعتصام دام قرابة 3 أسابيع ببوداو ببومرداس غير أن وزارة التربية الوطنية أكدت لهم استحالة تنفيذ مثل هذا الإجراء بالنظر للنصوص المنظمة للوظيف العمومي التي تلزم إجراء المسابقة من أجل تحقيق تكافؤ الفرص في الحصول على مناصب العمل، وهذا قبل أن تتدخل السلطات العليا وعلى رأسها الحكومة لإعطاء تعليمات للداخلية بفض الاعتصام بداية هذا الأسبوع بالقوة. وكان قد أبدى شايب ذراع محمد مستشار وزيرة التربية الوطنية للإذاعة الوطنية أسفه وحزنه لما آلت إليه القضية مؤكدا أن الوزارة قدمت كل التوضيحات والحلول الممكنة بشأن القضية. وقال: ”المشكل قانوني، والقانون الأساسي للقطاع يؤكد أن التوظيف يكون عبر المعاهد أو امتحانات التوظيف، لكن القضية أخذت أبعادا أخرى، وهذا الوضع يؤلمنا ولا يشرفنا أبدا”. وأضاف: ”فيما يخص قضية تسديد رواتب هؤلاء المتعاقدين هذا أمر غير مقبول، وأعطيت تعليمات صارمة بإنشاء لجنة مشتركة مع بعض هؤلاء المتعاقدين لدراسة حالاتهم حالة بحالة وأخذها بعين الإعتبار، أكثر من ذلك فإن عدد المتعاقدين لا يساوي عدد المناصب، وهناك مناصب لا تخصص للتوظيف بل للترقية، وبالتالي إدماج دون شرط غير مممكن عمليا لأننا لا نتوفر على المناصب الكافية، حاليا المناصب المفتوحة للمسابقة بحدود 28084، بينما عدد الأساتذة المتعاقدين يفوق 55 ألف أستاذ. وتابع: ”التفاوض مع الوظيفة العمومية على اقتراح الوزارة الأولى هو تثمين الخبرة وأنا متأكد لو أن هؤلاء المتعاقدون لو تقدموا للمسابقة سينجحون كلهم”. ونقلت في المقابل مريم معروف رئيس الفدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوي تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية ”السناباب” عن عدم تسجيل غالبية المتعاقدين الذين تم طردهم من بودواو، قائلة ”نلاحظ عزوف أغلبية الأساتذة المتعاقدين عن التسجيل في مسابقة التوظيف المزمع اجتيازها في 30 أفريل الجاري رافضين إياها جملة وتفصيلا رغم ما قدمته الوزارة من امتيازات ونقاط للمتعاقدين باحتساب سنوات الخبرة”. وأكدت مريم معروف أن الأساتذة المتعاقدين قد فصلوا في الموقف منذ البداية لما نظموا مسيرة الكرامة التي انطلقت من بجاية متوجهة إلى قصر الرئاسة، وهذا رغم لجوء وزيرة التربية إلى منحهم نقاط إضافية والتحاور معهم مرات عديدة إلا أنهم رافضين اجتياز مسابقة ”العار” كما أطلقوا عليها لأنهم يعرفون نتائجها مسبقا”. ويأتي هذا حسب المتحدثة ”خاصة بعد فتح المجال أمام تخصصات جديدة كالإعلام والاتصال والحقوق مما جعل عدد المشاركين في المسابقة فاق مليون و7 آلاف مترشح، وأرقام مذهلة وثقيلة تجعل من نجاحهم يكاد مستحيلا، ما دام سيشارك خريجي الجامعات من سنة 1999 إلى غاية يومنا هذا”.