قضى 34 مهاجرا إفريقيا نحبهم عطشا في صحراء النيجر قبل تمكنهم من دخول الجزائر، في كارثة إنسانية أخرى تتكرر دون أن تلقى الاهتمام من المجتمع الدولي الذي يركز على وقف الهجرة في البحر المتوسط. قالت السلطات في النيجر إنها عثرت على جثث 34 مهاجرا في الصحراء قرب الحدود مع الجزائر، بينهم 20 طفلا. وجاء في بيان أصدرته حكومة النيجر أن الجثث عثر عليها قرب بلدة السمكة الصحراوية الحدودية، حيث قال وزير الداخلية، بازوم محمد، إنه يبدو أن المهاجرين ماتوا عطشا بعد أن تخلى عنهم المهرب الذي كان يتولى نقلهم شمالا، مبرزا أن 9 من الموتى البالغين نساء، و5 من الرجال، مضيفا أن الوفيات وقعت في الفترة بين 6 و12 من الشهر الحالي. وحذرت وزارة الداخلية النيجرية الأشخاص الذين يأملون في أن يهاجروا بطريقة غير شرعية، من المخاطر التي من الممكن أن يواجهونها في تلك ”الرحلات الخطيرة التي ينظمها مهربون ووسطاء”. من جانبه، قال آلات موتجاسكيا، رئيس منطقة ”أرليت” بشمال النيجر، إن ”أولئك الأشخاص ماتوا جميعا من العطش والجوع، وتم العثور على جثثهم على بعد حوالي 40 كيلومترا من منطقة أساماكا بالقرب من الحدود مع الجزائر”، مضيفا أن المهاجرين كانوا جزءا من فريق تم تهريبه، ونجحوا في الهروب من نقطة تفتيش في البلدية خلال توجههم إلى الجزائر. وأبرز موتجاسيكا أن المهربين يستغلون المهاجرين غير الشرعيين، داعيا إلى تعزيز المنطقة بدوريات أمنية من النيجروالجزائر، مضيفا أنه ”قمنا في شهر أفريل باعتراض شاحنة تقل 153 شخص، معظمهم من القصر”، كما تم العثور العام الماضي، على 33 قتيلا، بالقرب من الحدود بين النيجروالجزائر، بالإضافة إلى وفاة حوالي 92 مهاجرا معظمهم نساء وأطفال في شهر أكتوبر عام 2013، بسبب العطش والجوع، عندما حاولوا أن يعبروا الصحراء للوصول إلى الجزائر. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 120 ألف مهاجر مروا عبر منطقة أغاديز القاحلة، شمال النيجر، السنة الماضية. وكان الآلاف من المهاجرين غير القانونيين قد وصلوا إلى الجزائر في السنوات الأخيرة، معظمهم من ماليوالنيجر، إذ درج مهربو البشر على تجنب الطريق المار عبر ليبيا منذ انهيار الوضع السياسي والأمني فيها.