انتقد النجم السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم، فضيل مغارية، الصفقات الخيالية التي تبرمها مختلف الاندية الوطنية خلال فترة التحويلات الصيفية الحالية، معتبرا أن أغلبها مشبوهة وفرصة من أجل نهب المال العام، متهما رؤساء الأندية بالوقوف وراء تدني مستوى البطولة المحلية. وأوضح المدافع الدولي السابق في حوار مع "الفجر"، أن الوقت قد حان من أجل تغيير في الذهنيات، سواء من طرف المسيرين، اللاعبين والأنصار، مؤكدا ضرورة احتراف الجميع من أجل تطوير كرة القدم الجزائرية التي تواصل التقهقر حسب متحدثنا، كما نادى مغارية إلى وضع حد للظاهرة الشتم في الملاعب، معتبرا إياها من أسوء السلبيات التي طبعت المواسم الأخيرة للبطولة. وتحدث مغارية في حواره مع الفجر عن العديد من الأمور على غرار مسيرته الاحترافية في تونس والمشاكل التي واجهها هناك، بسبب رفضه الإفطار وسياسة تسقيف الأجور. كما تحدث مغارية فضيل لأمور أخرى كرايه حول البداية المتعثرة للوفاق والجيدة للموب في المنافسة الإفريقية يكشفهم في الحوار التالي. في البداية، قراء "الفجر" يريدون معرفة يوميات فوضيل مغارية حاليا، بعد سنوات من اعتزال اللعب؟ الحمد لله، الأمور تسير على نحو جيد، مع العائلة، أنا هنا بالشلف الأجواء الرائعة الحميمية في هاته المدينة تشجعني دائما على التجوال لوقت طويل، وقضاء معظم الوقت مع الأصدقاء والأحباب، كما أقضي بعض من وقتي في مشاهدة المباريات، سواء المحلية أو الأوروبية، على غرار مباريات الأورو الذي أعشق متابعتها. رمضان انقضى وبعده عيد الفطر المبارك، كيف قضيت الشهر الكريم؟ أحب كثيرا شهر رمضان الكريم، وهو من أحب الشهور بالنسبة لي، لقد تعودت على الصوم منذ أن كان عمري 16 سنة وكانت البداية جد رائعة لي لأنه في ذلك السن لم نكن نجوب الشوارع كما يفعل هذا الجيل، بل نبقى معظم الأوقات في المنزل في ظل الحرارة المرتفعة التي كانت تفوق 35 درجة بمنطقتي. في الليل أفضل الذهاب للمسجد من أجل التراويح، هناك مسجد تعودت الصلاة فيه منذ قرابة عشر سنوات، والذي يسمى مسجد السعودية الكائن بالشلف وتواجده بالقرب من منزلي جعلني أتردد عليه دائما إضافة إلى ميزته التي تكمن في إمكانية الصلاة في الخارج نظرا لتواجد ساحة جد كبيرة فيه. بعد سنوات من الاعتزال، هل يزال مغارية يحن لكرة القدم، وما هي اللحظات من مشوارك الكروي التي لا تزال عالقة في ذهنك ؟ لقد قضيت أوقات رائعة طوال مشواري الكروي، لذلك من الطبيعي أن أحن للزمن الجميل. من الصعب تحديد ذكريات بذاتها، لأني قضيت العديد من المحطات الرائعة، سواء في البطولة الوطنية، أو في النادي الإفريقي التونسي، والمنتخب الوطني. احترافي في تونس سيبقى ذكرى لا تنسى، كانت أيام مميزة، خاصة وأني نجحت في تقديم الكثير للإفريقي، ولا يزال أنصار هذا الفريق يتذكرونني حتى الأن. لنتحدث عن الكرة الجزائرية، البطولة الوطنية لم تنطلق بعد، لكن الحديث حاليا عن الصفقات الخيالية التي تبرمها الأندية والأجور التي تواصل الارتفاع من موسم إلى أخر، كيف تعلق على هاته الصفقات؟ الكرة الوطنية تتراجع رغم دخول الاحتراف، وهذا أمر معلوم، إلا أن لا شيء تغير، لم ولن يتغير شيء في الموسم القادم في ظل السياسة التي ينتهجها رؤساء النوادي الذين جعلوا كرة القدم فرصة لجني الأرباح الخيالية، ونحن نرى الميركاتو الحالي يظهر صفقات أكثر من مشكوكة.. أيعقل أن يتم تجديد عقد حارس ب250 مليون شهريا وهو معاقب قرابة نصف الموسم ؟؟ من هنا نستنتج أنه لا سياسة في كرة القدم ببطولتنا ومن يملك الأموال هو من يتحكم بكرة القدم وهذا ما سيؤثر من دون شك على مستقبل الكرة الجزائرية التي لن تعرف النجاح بتواجد أناس مثل الذين يحكمون النوادي دون أي علم لهم بشؤونها بل يسعون إلى كتابة أسمائهم وفقط والافتخار بأنهم جلبوا لاعبين وتخطوا منافسيهم في سوق الانتقالات. الميركاتو الحالي شهد عودة العديد من اللاعبين إلى أنديتهم السابقة، في رايك ما السبب وراء ذلك ؟ الأموال هي السبب الرئيسي لذلك ولا أوافق أحد عندما يصرح أن المشروع الرياضي هو الذي أعاده لبيته القديم لأنه وفي كل فريق هناك مشروع رياضي لكن قيمة الإمضاء تختلف فالإغراءات المالية تلعب دورا كبيرا في تغيير وجهة اللاعبين الذي يسعى معظمهم، وليس كلهم، وراء الأموال دون تقديمهم أداء مقنعا فوق أرضية الميدان. في الوقت الذي تتحدث فيه عن ركض اللاعبين وراء الأموال بدل حب الفريق، فإن الأنصار يعتبرون الطرف المهمش في معادلة كرة القدم الوطنية، حيث لا يجدون الاهتمام اللازم من المسؤولين ويتم حرمانهم من مشاهدة المباريات بسبب عقوبات الويكلو، كيف تعلق على الأمر؟ المناصر هو الأساس في كرة القدم، لأن لولا المناصر ما كان هناك ملاعب ولا لاعبين، ولا مسيرين، لذلك من الضروري جعل المناصر هو الأهم والعنصر الفعال في تسيير شؤون اللعبة الأكثر شعبية. أعترف أن هناك ظاهرة تفرض نفسها بقوة، وهي ظاهرة العنف في الملاعب، وهي الظاهرة التي تدعو المسؤولين إلى إعادة التفكير والاهتمام بالمناصر. في المقابل، فإن الفاف تلجأ دوما إلى عقوبات اللعب دون جمهور، وهي العقوبات التي لم تأتي بالجديد، صراحة الويكلو لم ينفع الكرة الجزائرية بل زادها انحطاطا ورغم أن أطرافا عديدة تعتبره مفيدا لها فاللاعبون سيشعرون بالارتياح كونهم يبتعدون عن ضغط الأنصار وهو ما يجعل الكرة والبطولة عامة في مستوى متدني دون أي نتيجة جديدة. بالنسبة لي، يكمن الحل في تغيير منهج معاقبة الفرق بإقامة النوادي المتسببة جماهيرها بالشغب في لعب اللقاء القادم بعيدا عن ملعبها وبالتحديد في ملعب المنافس. ما تعليقك حول ظاهرة شتم الأنصار للاعبين؟ أظنها نقطة جد سلبية في ملاعب كرة القدم ليس في الجزائر فقط وإنما عالميا، وما بالك بالعنصرية، فالجماهير تسير بمنهج أن اللاعبين الذين يتقاضون أجورا خيالية مجبرون على تقديم الأفضل دائما دون الاكثرات لأي شيء حولهم، وهذا ما يولد العنف في الملاعب، حيث صارت هذه الأفة توجه بعض اللاعبين للاعتزال بسبب عدم تقبلهم شتم أمهاتهم وهو ما حدث مع اللاعب بورقبة الذي اعتزل اللعب بسبب هذه الظاهرة غير الأخلاقية. أنصار المنتخب الوطني يتابعون سوق التحويلات بين الأندية الأوروبية، لمعرفة مستقبل لاعبي المنتخب، على غرار سليماني، براهيمي وبن طالب، كيف ترى ميركاتو محترفينا؟ بعض محترفينا أصاب في حسم مستقبله والبعض الأخر لا، فمثلا انضمام سفيان فيغولي إلى واست هام الإنجليزي أعتبره قرارا جد صائب كون اللاعب لم يكن مرغوبا فيه في فالنسيا وكان مهمشا كثيرا الموسم الماضي وانضمامه للدوري الإنجليزي سيعود له بالفائدة خاصة له وللمنتخب الذي يعتبره ركيزه أساسيه، أما حول تغيير محرز الأجواء فلا أوافقه كونه في بداية مساره ولم يحقق شيء بعد ومن الأفضل أن يواصل على الأقل لغاية الميركاتو الشتوي حتى يبصم على أدائه وقوته في الميدان لأنه تغيير الأجواء والانضمام لفرق عالمية كبيرة أمثال أرسنال أو تشيلسي اللذان يرغبان في ضمه، حيث يصعب ضمان مكانة أساسية في هذه الفرق إلا ان كنت في مستوى عال وهذا ما يجب أخذه كنقطة مهمة. لنترك الكرة الجزائرية، ونتحدث قليلا عن الكرة العالمية، غدا سيكون الموعد مع نهائي كأس أمم أوروبا بين المنتخب الفرنسي ونظيره البرتغالي، من ترشح لرفع التاج؟ من الصعب ترشيح أي من الفريقين، وصراحة فإنهما لم يكونا مرشحين للفوز بالبطولة في بداية الأمر، فالكثيرون رشحوا الطليان وألمانيا وإسبانيا، لكن هاته المنتخبات فشلت في تحقيق هدفها، المنتخب الفرنسي يبقى مرشحا للفوز، لكن البرتغال هو الحصان الأسود للدورة مادام لا أحد توقع وصول رفقاء كريستيانو رونالدو للنهائي، خاصة بعد البداية الصعبة في دور المجموعات. من هو اللاعب الذي تعتبره الأفضل في الوقت الراهن ومن الذي تراه أنه الأحسن عبر مر التاريخ؟ بالنسبة لي الأرجنتيني ليونيل ميسي هو الأحسن في العالم في الوقت الراهنوخلال السنوات الأخيرة، نظرا لما يقدمه مع ناديه برشلونة الإسباني، أو حتى مع منتخب الأرجنتين، أما على الصعيد التاريخي فهناك اثنين أراهما الأفضل على مر العصور، وهما الأرجنتيني مارادونا والبرازيلي بيلي اللذان لا مثيل لهما، ويبقيان من أساطير كرة القدم. نريد أن نعرف من هو النادي الذي يشجعه فضيل مغارية خارج أرض الوطن؟ أعشق نادي برشلونة الإسباني الذي يقدم كرة قدم جميلة وجذابة، تعتمد على الجماعية في الأداء والفنيات الكروية العالية، وهو الفريق الذي أناصره. لنغادر كرة القدم ونتحدث عن مغارية الإنسان، يقال أنك إنسان هادئ لا يغضب كثيرا ويحب العائلة، فما قولك؟ نعم، أنا من النوع الهادئ جدا ولا أغضب إاطلاقا، العائلة تبقى الشيء الأهم في حياتي. في السنوات الزخيرة كنت افتقد لابني إذ بعد بلوغه سن ال15 سافر لتسوية بعض الأمور ولم يستطع العودة وها هو الآن في سن ال27، لقد عاد منذ شهور قليلة لأرض والوطن وأنساني مرارة فقدانه. هل من كلمة أخيرة؟ أحي جميع الشعب الجزائري وأطالب الجميع بالعمل من أجل تطوير كرة القدم الوطنية والكف عن الظواهر السلبية كالشتم في الملاعب ومختلف مظاهر العنف، كما أدعو المسيرين إلى التفكير في مصلحة اللعبة وشكرا.