دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، الولاة للحفاظ على مكاسب الأمن والاستقرار في ظل التهديدات التي تشهدها عدة مناطق، وذلك من خلال تسريع مشاريع التنمية ورفع العراقيل مع تكثيف العمل الجواري، لضمان دخول اجتماعي هادئ، وأوصى بضرورة تثمين جميع الأملاك لتعزيز مداخيل الضريبة الموجهة للخزينة المحلية. اعتبر بدوي، في اللقاء الجهوي الذي جمعه ب11 واليا لمنطقة الوسط، أن تسريع العمل الجواري والميداني أمر هام وملح خاصة في الوقت الراهن، مشددا على أهمية استغلال جميع الطاقات والمرافق والمحلات التي تتواجد بالجماعات المحلية حتى تكون موردا ماليا للخزينه العمومية، وقال إن ”كل متر مربع لا يدر المال للخزينة المحلية أمر غير مقبول، لأن الوضع الراهن لا يسمح بقبول مثل هذه الأوضاع”. وواصل وزير الداخلية والجماعات المحلية بأنه ”من الآن وإلى غاية نهاية السنة، يجب تحديد وتوضيح جميع الأملاك، حتى تحصل الجباية وتستغل في إطار القانون، فعلاج المشاكل العقارية استعجال يجب على الولاة وضعه كأولوية”، مؤكدا أن جميع العقارات لابد أن يتم تقييمها حسب قيمتها، وأشار إلى أن تحصيل الجباية المحلية زاد بنسبة 20 بالمائة هذه السنة، وقال إن هذا أمر هام لكن دون المستوى المطلوب، تقديرا منه أن الإمكانيات الموجودة لا تزال غير مستغلة بأكلمها. ودعا الوزير الولاة إلى التقيد بنظرة اقتصادية محضة، خاصة في تقييم أملاك الدولة بمراعاة المنطقة، معيبا على الممارسات التي كانت في الماضي، وعبر عن أسفه للتراجع المسجل في قيمة الرسم على النشاط المهني التي تقلصت بنسبة 50 بالمائة. وعلى الصعيد السياسي أوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أن السنة الجارية كانت محورية في تاريخ الجزائر، بالنظر إلى القوانين التي تم تمريرها بداية من تعديل الدستور وبعده إصدار قانوني الانتخابات والهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات، وهو ما يعمق حسبه، الممارسة الديمقراطية في الجزائر، لكنه دعا إلى الحفاظ على مكاسب الأمن والاستقرار في ظل ما يحدث في العالم. وأكد الوزير في اللقاء الرابع الذي جمعه هذه المرة بولاة الجمهورية لمنطقة الوسط والولاة المنتدبين، أن اللقاءات الجهوية الأربعة، مكنت من تقييم ما تم إنجازه، وتسجيل الاختلالات في مجال التنمية المحلية، مبرزا أن المكاسب التي تم تحقيقها لابد من الحفاظ عليها وتثمينها، معتبرا أن الجزائر تعيش ”نعمة الاستقرار والسكينة والتي نحسد عليها”، وربط ذلك بجهود رئيس الجمهورية في هذا المجال. وقال بدوي إن الهدف الأساسي هو تحقيق الطموحات المعبر عنها في القاعدة، وأشار إلى عدد المشاريع والمرافق العمومية التي تم إنجازها خلال عهدات الرئيس، موضحا أن تلك المكاسب ستمكن من دخول اجتماعي هادئ. ... ”الولاة مدعوون للتحرر من المركزية إزاء المستثمرين لأنها من ممارسات الماضي” وألح وزير الداخلية والجماعات المحلية على الولاة، بضرورة التحرر من مفهوم المركزية في التعامل مع المشاريع الاستثمارية، وصنف ذلك في خانة العراقيل والطابوهات التي كانت تمارس في الماضي، وقال إن الولاة مدعوون لتجاوز هذا الإشكال والتحلي بالمبادرة ومرافقة المستثمرين في الميدان، تطبيقا ”لتوصيات الحكومة من أجل دفع الاستثمار وخلق الثروة”، وخص بالذكر المشاريع السياحية، مضيفا أن جميع الاقتراحات والتوصيات التي سجلت خلال اللقاءات الجهوية الأربعة سترفع للحكومة في اللقاء المزمع تنظيمه مع الدخول الاجتماعي المقبل لتطبيقها في الميدان. وأبرز بدوي أن ولايات الوسط لديها قدرات كبيرة في مجال التحصيل الجبائي، داعيا إلى تثمين كل الطاقات المادية والطبيعية، حيث تستقطب الولايات وافدين من الداخل وخارج الوطن، وأبرز ضرورة نقل انشغالاتهم والنقائص للمدراء المركزيين لحلها وتسويتها بما يرفع جميع التحديات، مثمنا الجهود التي يقوم بها والي العاصمة للقضاء على النقاط السوداء، والتكفل بمشاكل السكن وتحسين الحياة الاجتماعية للمواطن، وقال إن المواطن اليوم أصبح يلمس جهود الحكومة في الميدان وهو أمر هام، داعيا الولاة إلى الحرص على أن يكون الدخول الاجتماعي المقبل بدون وثائق الحالة المدنية من أجل رفع العراقيل أمام المواطن.