خصص عدد شهر سبتمبر من مجلة جامعة Alicante بإسبانيا تكريما لجهود الأستاذ حمادي عبدالله الإبداعية والعلمية، وحمل هذا العدد مجموعة مقالات تطرقت إلى التجربة الشعرية والنقدية في أعمال عبد الله حمادي. وفي مقال حول بناء الصورة في شعر عبد الله حمادي، جاء فيه أن الشاعر من الشعراء الجزائريين الذين قفزوا بالشعر من ناحية المضمون غير أنه شاعر العمل الأكاديمي والتأليف، حيث لم ينتج سوى أربعة مجموعات شعرية ”الهجرة إلى مدن الجنوب”، ”تحزب العشق يا ليلى”، ”قصائد غجرية” و”البرزخ والسكين”. وتناول المقال بناء الصورة الشعرية في هذه المجموعات، حيث كان مقلدا في مجموعتيه الأولى والثانية، بينما بدا مؤشر التجديد يأخذ منحى تصاعديا في المجموعتين الثالثة والرابعة والصورة عنده تبنى وفق الأشكال التالية: الصورة المفردة (الجزئية)، بناء الصورة عن طريف تبادل المدركات، عن طريق تراسل الحواس وعن طريق التشبيه والوصف المباشر. وفي مقال لمحمد الأمين شيحة بعنوان ”معالم نقدية وفكرية في ثنائية ”البرزخ والسكين” للشاعر عبد الله حمادي”، يقول صاحب المقال أن ديوان ”البرزخ والسكين” للشاعر الدكتور عبد الله حمادي من الدواوين الشعرية النادرة التي تقاطع فيها الشكل بالمضمون وامتزجت فيها الفكرة الإيديولوجية بالنظرة الحداثية، وقد حاول الشاعر بيان ماهية الشعر من منطلق حداثي غير منسلخ عن الموروث العربي القديم، خاصة في جانبه الصوفي، فكان هذا الإبداع بمثابة العتبة الفنية الفكرية التي رصد بها عبد الله حمادي واقعه ومشاعره ونظرته للأحداث. ويضيف صاحب المقال أن القارئ لهذا الديوان، وما يقدمه من تنظير، يلمس ارتباط الشاعر بالوطن فكرا وأدبا كما يلمس روح التمرد والتطلع إلى الجديد عبر القصائد المبثوثة والتي تترجم عمق الارتباط بين المعاصرة والموروث في قالب فني رائع يكشف ثقافة الشاعر النقدية والأدبية والاجتماعية بغية الوصول إلى حقيقة الأشياء عبر التداخلات النصية والإيحاءات النسقية والسياقية. وحملت المجلة مقالا آخرا بعنوان ”أفق التوقع في ديوان أنطق عن الهوى” كتبه قاسم مسعود من جامعة قاصدي مرباح وتناول الظاهرة الأدبية المعروفة باسم ”أفق التوقع للقارئ” بتطبيقه على الديوان الشعري ”أنطق عن الهوى” لعبد الله حمادي، كما سلط الضوء على كيفية استقبال مضمون هذا العمل من قبل نقاد الأدب الذين تناولوا النص، وأشاد صاحب المقال بالمسافة الجمالية للعمل فيما يتعلق ببيوته الشعرية وكيف تمكن المؤلف من كسر أفق التوقع للقارئ. وفي موضوع آخر أعدته روفيا بوغنوط من جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي بعنوان ”أقانيم الكتابة الفيض الصوفي في تشكيل العنونة في ديوان أنطق عن الهوى”، جاء فيه أن النصوص الموازية علامات سيميائية قابلة للتأويل والمساءلة النقدية لما تمتلكه من سلطة خفية وجلية في الآن ذاته تمارسها على النص والقارئ، تتمتع النصوص الموازية بغواية قرائية وطاقات دلالية، إنها تمتلك شعرية بصرية يقيم عليها النص الشعري صرحه الدلالي ويمنح حضورا لثقافة العين كخطوة نحو استحقاق الانتماء إلى الحداثة، وهو ما رمت إلى مقاربتها صاحبة المقال من خلال الوقوف على مجموع هذه النصوص الموازية في ديوان ”أنطق عن الهوى”.