تلقت سمعة الجزائر في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى ضربة موجعة، بعد القرار الأخير والصادم للاتحادية الوطنية لألعاب القوى، بتأجيل فعاليات ماراطون الجزائر الدولي الذي كان مقررا في 28 أكتوبر المقبل إلى تاريخ لاحق، دون تحديد الأسباب، في فضيحة من شأنها إعادة السحابات حول التزام المسؤولين في جعل الجزائر وجهة رياضية دولية. رفضت الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، ذكر الأسباب الحقيقية حول تأجيل الماراطون، ولا حتى تحديد الموعد الجديد له، ما قد يهدد بإلغاء تنظيمه خلال السنة الحالية، بعد أن جرى في طبعتين خلال آخر سنتين، وبدعم مالي كبير من طرف وزارة الشباب والرياضة وولاية الجزائر، غير أن اتحادية عمار بوراس تمر بفترة حرجة، مع اقتراب نهاية العهدة الأولمبية. وكان رئيس الاتحادية الوطنية لألعاب القوى، عمار بوراس قد استقال من منصبه في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الجزائرية، مباشرة بعد عودة البطل الأولمبي توفيق مخلوفي إلى أرض الوطن، والاجتماع معه، حيث أكد بوراس أن علاقته مع البطل الأولمبي رائعة، ولا يعد ضمن ”المسيرين الفاسدين” الذين تحدث عنهم مخلوفي بعد فوزه بميداليتين في أولمبياد ريو دي جانيرو الأخيرة. بوراس يفكر في خلافة بيراف قبل أشهر قليلة عن انتخابات اللجنة الأولمبية الجزائرية، فإن المؤشرات توحي إلى صراع قوي من أجل خلافة الرئيس الحالي مصطفى بيراف، هذا الأخير قد يغادر منصبه بسبب مشاكله الصحية، على الرغم من رغبته الكبيرة في مواصلة المهمة لعهدة أخرى، بالنظر إلى أن استراتيجته التي بدأت منذ فترة طويلة، تعتمد على جني الثمار في أولمبياد بكين 2020. رئيس اتحادية ألعاب القوى يعد من الأسماء التي يرتقب ترشحه لمنصب رئاسة اللجنة الأولمبية، خاصة وأن فرصه تبقى كبيرة للفوز في حال عدم ترشح بيراف لعهدة جديدة، بالنظر إلى أن أغلب أعضاء الجمعية العامة للجنة الأولمبية من عائلة ألعاب القوى، وقد يدعمون بوراس. تنظيم الجزائر لألعاب البحر المتوسط يغري الجميع ويبدو أن طبول حرب رئاسة اللجنة الأولمبية تقرع مبكرا، خاصة وأن الفترة المقبلة ستكون وردية، لاقترانها باحتضان الجزائر للعديد من المنافسات الدولية الكبرى، أهمها بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المرتقبة بمدينة وهران صيف 2021، فضلا عن منافسات أخرى كبطولة العالم لكرة اليد للشباب، والألعاب الإفريقية للشباب.