استطاعت مهنة مرافقات الأطفال فرض مكانتها بقوة في مجتمعنا، نتيجة ظاهرة الاختطاف التي تفشت بشكل مخيف في السنوات الأخيرة، الأمر الذي صنفها ضمن أهم أولويات الأسر العاملة، لتسحب هذه المهنة الدخيلة البساط من حاضنات الأطفال بسعر تجاوز ال7 آلاف دينار. في الوقت الذي أجمعت بعض النقابات والجمعيات على تأثير ظاهرة الاختطاف على التحصيل الدراسي للتلاميذ وانعكاساتها على تركيزهم، أين أخذت ظاهرة اختطاف الأطفال بالجزائر هذه السنة أبعادا خطيرة وصلت إلى حد القتل راح ضحيتها أطفال أبرياء لا ذنب لهم، لجأ بعض الأولياء، لاسيما العاملين منهم أو القاطنين بعيدا عن المؤسسات التربوية الى تأجير مرافقات لأطفالهم إلى المدارس والروضات مخافة أن يصيبهم أي مكروه، حيث شكلت ظاهرة اختطاف الأطفال رعبا في أوساط بعض العائلات، بعدما تفشت بشكل مخيف في السنوات الأخيرة، وبالأخص في المناطق المعزولة، لتصبح مهنة مرافقة التلميذ ضمن أهم أولويات الأسر، وبسعر تجاوز ال7 آلاف دينار. ولتسليط الضوء حول هذا الموضوع كان لنا حديث مع بعض مرافقات الأطفال، وبالأخص تلاميذ المدارس ممن اخترن هذه المهنة كوسيلة لكسب رزقهن، بعدما فقدن الأمل في الحصول على منصب عمل دائم. وفي هذا السياق، عرّفت بعض مرافقات الأطفال أن هذه المهنة تشبه الى حد كبير حاضنات الأطفال، غير أنها تختلف معها في نوعية الخدمات التي تقدمها هذه الفئة، حيث خصصت بعض العائلات القاطنة بعيدا عن مقر المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها أومن تشتغل طول النهار، مرافقة لأطفالهن تصطحبهم الى المدارس وتنتظرهم ساعة الخروج، فضلا عن تقديم وجبات الغذاء لهم وعنايتهم إلى غاية قدوم أوليائهم، حرصا على سلامتهم، ناهيك عن ازدياد الطلب على هاته الخدمة التي تعرف إقبالا كبيرا كونها لا تتطلب الكثير من المهارات أو المعارف، وهي موجهة إلى بعض الفتيات الماكثات بالبيت والمتمتعات بمستوى دراسي متوسط، تغنيهن عن شبح البطالة. من جهة أخرى، أعربت بعض الأمهات عن امتنانها لهذه الخدمة التي ساهمت في حمل بعض الثقل عن الأولياء، مع ضمان الأمن لفلذات اكبادهم، خاصة مع تفشي ظاهرة الاختطاف، وهو ما أكدته إحدى الأمهات العاملات التي خصصت مرافقة لولديها اللذين يدرسان في الابتدائي بسعر 14 ألف دينار، مشيرة الى أنها لم تجد حلا آخر كونها تعمل من الصباح إلى المساء وليس لها أقرباء أو معارف تعتمد عليهم. نفس الرأي لمسناه عند سيدة أخرى تسكن بعيدا عن المدرسة، الأمر الذي دفعها إلى تأجير احدى السيدات القاطنة بالقرب من المدرسة للاعتناء ببنتها واستضافتها عندها الى غاية انتهاء الدوام، مشيرة إلى أن ما يحدث بالمجتمع مؤخرا من آفات اجتماعية واختطافات قلب الموازين وابتكر حلولا مستعجلة..