مرافقة الأولياء لأولادهم إلى مقاعد الدراسة وبالخصوص الطور الابتدائي صباحا و مساءا أصبح أمرا ضروريا ويوميا خوفا على أبنائهم من المشاكل المتكررة التي يعرفها مجتمعنا اليوم وعلى رأسها الاختطافات المتعددة التي راح ضحيتها أطفال أبرياء في مقتبل أعمارهم وعليه يرى البعض أنها أصبحت موضة مبالغ فيها كون هذه الظاهرة لم نعرفها في السنوات الماضية. بلاغ سارة حياة وخوف الأولياء الشديد على أبنائهم جعلهم يبالغون في ضرب رقابة عليهم خوفا من الاعتداءات والاختطافات والتحرش والاغتصاب أو من عجلات السيارات. فتجدهم ينتظرون مجموعات أمام بوابات المدارس يترقبون الجرس لخروج التلاميذ وبعدها اصطحاب أطفالهم إلى البيت حتى و إن كانت المدرسة لا تبعد سوى أمتار قليلة عن البيت. تنقلت "الحياة العربية" إلى إحدى المدارس الابتدائية لتتعرف أكثر عن الظاهرة، حيث سألت أم علي إحدى الأمهات التي كانت تنتظر أمام بوابة المدرسة عن سبب مرافقتها الدائمة لابنها فأجابت قائلة بأنها تصطحب كل يوم ابنها وترجعه حيث أصبحت مقيدة مادفعها إلى إلغاء جميع مواعيدها إلى حين العطلة الأسبوعية. في حين قالت أمينة عاملة بإحدى مراكز البريد بأن خوفها الشديد على أبنائها جعلها ترافقهم صباحا حتى و إن تطلب الأمر أن تصل إلى عملها متأخرة و في المساء يرجعهم جدهم. و الذي يثيرالانتباه أن أغلبية المترددين على المدارس بحجة مرافقة أبنائهم هم من فئة النساء لأن معظمهن ماكثات في البيوت، إذ تقع كل المسؤولية عليهن لأن الأب غلبا ما يكون منهمكا في عمله خارج البيت طوال اليوم. .. الإختطافات والاعتداءات.. أهم الهواجس يعترف الأولياء أنهم في زمن دراستهم كانوا يتوجهون لوحدهم إلى المدرسة ولم يرافقهم أحد، إلا أنهم مؤخرا و قبل عشر سنوات تقريبا وجدوا أنفسهم مجبرين على مرافقة أطفالهم، حيث طغت ظاهرة اصطحاب الأبناء إلى المدارس بشكل سريع خوفا على أبنائهم مما يحدث في المجتمع من سلوكات منحرفة وجرائم أسبابها متعددة. نذكر على سبيل المثال الاختطاف والاغتصاب فأصبح هاجسا يوميا بالنسبة للأولياء فأصحاب القلوب الميتة لا تبالي بما تقوم به وتحرق أكباد الآباء و خاصة الأمهات فمؤخرا الطفل أنيس من ولاية ميلة الذي عثر عليه مقتولا في ظروف غامضة والأسباب كالعادة تبقى مجهولة حيث لم تبذل أي مجهودات لمعاقبة الجناة، نظرا لاستمرار الظاهرة التي تفشت بدليل الأرقام المخيفة اليومية التي تسجلها مصالح الدرك الوطني و الإبلاغ عنها من طرف وسائل الإعلام السمعية البصرية و حتى المكتوبة.