أحيانا تعالج محاكم العاصمة قضايا غريبة، وتكمن غرابتها في أن المتهمين يتحججون بأتفه الأسباب للإفلات من العقوبة، وأحيانا يتحججون بأمور لا يقوى العقل البشري العادي على تقبلها، فما بالك بعقل قاض واعي محنك وخبير في مجال الإجرام والجنح. من خلال هذا المقال سننقل لكم بعض الحالات التي شهدتها محاكم العاصمة في الآونة الأخيرة بخصوص الأسباب التافهة التي ينسجها المتهمون من خيالهم، محاولين بذلك مراوغة القاضي، غير أن حيلهم لا تنطلي على أحد. يمزق فراش الزنزانة لتنظيف الأرضية "قطعتها باش نمسح بيها الأرض تاع الزنزانة.. قلقتني كي كانت موسخة" هي العبارة التي برر بها مسجون إقدامه على تمزيق فراش زنزانة الحجز بمحكمة بئرمرادرايس خلال عملية تقديمه أمام نيابة المحكمة في قضية حيازة 17 قرصا من المؤثرات العقلية بغرض الاستهلاك الشخصي لها وحمل سلاح محظور دون مبرر شرعي. المتهم المتواجد رهن الحبس المؤقت أثناء عملية تقديمه أمام نيابة محكمة بئرمرادرايس ثارت ثائرته، حيث راح يخرب كل ما حوله، لينتهي بذلك على تمزيق فراش الزنزانة "مطرح"، ليتم بذلك سماعه في قضية التخريب العمدي لأملاك الدولة. وتحت ضوء ما دار في الجلسة العلنية من أقوال التمس وكيل الجمهورية بمحكمة بئرمرادرايس في العاصمة، تسليط عقوبة عام حبسا نافذا و20 ألف دج غرامة نافذة في حق المتهم. شاب يحاول قطع شرايين يده باستعمال أنبوب حنفية تذمرا على سماعه في قضية حيازة الأقراص المهلوسة بهدف الاستعمال الشخصي لها، قام شاب في العقد الثاني من العمر بتحطيم أنبوب حنفية قاعة الحجز بتاريخ سماعه من قبل وكيل الجمهورية بمحكمة بئرمرادرايس في العاصمة، بهدف استعمالها في عملية الانتحار التي حاول خلالها وضع حد لحياته بواسطته، بعد أن حاول استعماله في قطع شرايين يده دمه التي تؤدي إلى القلب. وبمثوله للمحاكمة أمام هيئة محكمة بئرمرادرايس التمس من رئيسة الجلسة العفو عنه، خاصة أن موجة غضب شديدة انتابته بسبب توقيفه وسماعه. وتحت ضوء ما دار في الجلسة العلنية من أقوال التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا و50 ألف دج غرامة نافذة. تاجر يستهلك 19 قرصا مهلوسا للتخلص من خجله! "إيه نبلع الكاشيات بالصح ما نبيعهاش سيادة الرئيسة خاطرش نحشم من النساء".. هي العبارات التي أثارت دهشة الحضور في جلسة المحاكمة من أصحاب الجبة السوداء وجملة من المتقاضين.. والتي جاءت على لسان المتهم في قضية الحال، وهو شاب في العشرينيات من العمر، والذي توبع أمام محكمة بئرمرادرايس بتهمة استهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية والمتاجرة فيها، بعد أن ضبطته عناصر الأمن وهو في حالة متقدمة من السكر وفي جيب سترته علبة سجائر بها 19 قرصا مهلوسا، حيث صرح لهيئة المحكمة أنه يعمل في محل لبيع الألبسة النسائية الذي تقصده يوميا عشرات النسوة والفتيات، وكونه يعاني من الخجل الشديد أمامهن، حيث لا يستطيع رفض طلبهن حول تخفيض السعر فيستهلك المخدرات ليتمكن من الإجابة بلا. وحسبه بإمكانه فقط أن يخفض نسبة قليلة في السعر لا تتعدى 100 دج عن القطعة، وهو ما لا يستطيع فعله إلا بالمخدرات. ممثل الحق العام التمس ضده عقوبة 7 سنوات حبسا نافذا. مسير مصنع يشق أذن شاب كان ينتظر صديقته أمام المخرج مثل أمام هيئة المحكمة بباب الوادي الضحية (ب.ز) وهو شاب في العشرين من العمر الذي اتهم (م.ع)، وهو مسير بمصنع، أنه جاء لطرده عندما كان ينتظر صديقته أمام باب المصنع، وعندما رفض الضحية الذهاب استدعى المتهم جاره الذي كان يحمل سكينا بيده فقام الضحية بأخذ السكين، وكان يدافع به عن نفسه إلى أن تفاجأ بقدوم المتهم وبيده "بالة" بيده، فضربه بها على أذنه، ما أدى إلى شقها، وفجأة رأى كومة من شبان حي المتهم قادمين نحوه ففر هاربا وبيده السكين، وألقى رجال الشرطة القبض عليه بعد تبليغ المتهم عنه. وقد أحضر الضحية شهادة طبية تثبت عجزه لمدة 8 أيام والتمس دفاعه تعويضا قدره 100ألف دج. ونفى المتهم ضربه للضحية وأكد أنه هو من قام بالاعتداء عليه بالسكين وأنه قام بطرده من أمام المصنع حفاظا على حرمة الحي. وطالب دفاع المتهم ببراءة موكله بعد إعادة تكييف الوقائع، ليسلط وكيل النيابة عليه عقوبة 18شهرا حبسا نافذا. رفض أن يستبدل له الشكولاتة فحطم له محله التمس وكيل الجمهورية بمحكمة باب الوادي تسليط عقوبة عام حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة مقدرة ب20 ألف دج في حق المتهم "ب.س" الذي قام بتحطيم ملك الغير مع مخالفة الضرب والجرح العمدي، إضرارا بالضحية "ل. س". وقد نفى المتهم ضربه للضحية وأكد أن هذا الأخير هو من قام بالإعتداء عليه، ما نتج عنه تحطيم أملاكه، حيث ورد في أقوال المتهم أنه ذهب مع صديقه واشتريا من محل التبغ والكبريت سجائر وعلبة شوكولاتة، ما أثار غضب صاحب المحل، ما أدى به إلى ضرب المتهم الذي نتج عنه تحطيم المحل. سائق يغلق الطريق بحافلته احتجاجا على سحب رخصة سياقته أدانت هيئة محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة سائق الحافلة المتسبب في إعاقة الحركة المرورية في موقف الحافلات بمنطقة سعيد حمدين في الفاتح من شهر رمضان، احتجاجا منه على مخالفة مرورية حررت ضده من مصالح الأمن، ب4 أشهر حبسا موقوفة النفاذ و50 ألف دج غرامة نافذة. انطلاق هذه القضية جاء بتاريخ 6 جوان الجاري المصادف للفاتح من شهر رمضان، عقب تحرير شرطي لمخالفة مرورية لأحد سائقي الحافلات. هذا السائق الذي لجأ إلى قطع الطريق بواسطة حافلته احتجاجا منه على تحرير هذه المخالفة المرورية ضده، ما اضطر ضابط الشرطة إلى جانب فرقة من رجال الأمن إلى إنزال الركاب من الحافلة، بعد أن رفض السائق إبعاد الحافلة عن الطريق، ما تسبب في تعطيل الحركة المرورية على الساعة الرابعة والنصف مساء، أين التقطت له صورة من طائرة الهيليكوبتر التي كانت بصدد مراقبة الأوضاع في المنطقة، بعد أن شهدت المنطقة حركة مرورية رهيبة. وبعد إحالته على المحاكمة وجهت له تهم تنوعت بين إهانة رجال الشرطة، إعاقة حركة المرور رفض الخضوع للتحقيق، مخالفة الأحكام المتعلقة بالوقوف، في حين أكد دفاعه أن موكله لم يبد أي مقاومة لا بالقول ولا بالفعل، مؤكدا أن القضية أخذت بعدا إعلاميا، موضحا أن موكله طلب النجدة من خلال توقيف الحافلة وإعاقة حركة المرور في أول يوم من شهر رمضان وأن موكله قد ثارت ثائرته بعد أن سحبت منه رخصة سياقته خاصة وأنه الوحيد المعيل لعائلته. وكان وكيل الجمهورية قد التمس بجلسة المحاكمة تسليط عقوبة 18 شهرا حبسا نافذا و100 ألف دج كعقوبة أصلية. أما كعقوبة تكميلية فالتمس وكيل الجمهورية إلغاء رخصة سياقة المتهم مع المنع من استصدار رخصة جديدة.