أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يوم الجمعة، أن الاتفاق النووي الإيراني هو اتفاق دولي متعدد الأطراف وصادق عليه مجلس الأمن الدولي. ولفت ظريف، في معرض رده على سؤال صحفي تشيكي خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التشيكي ”لوبومير زائورالك”، أنّ بلاده ”تطبق الجزء الخاص بها من الاتفاق، وأنه في حال عدم التزام الآخرين ببنود الاتفاق، فإن بلاده تمتلك خيارات كثيرة. وأضاف ظريف، نحن نؤمن بأن تنفيذ الاتفاق النووي يصب في مصلحة الجميع، لذلك نحن نرى ضرورة بقاء الجميع ملتزمين بالاتفاق النووي ونحن سنبقى ملتزمين أيضا، وهذا لا يعني أنه لن يكون لدينا خيارات أخرى في حال عدم التزام الآخرين، نحن لدينا خيارات كثيرة. وجاء رد ظريف في أعقاب تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، عن رغبته في إلغاء الاتفاق. وخلص وزير الخارجية الإيراني إلى أنه: ”عندما يهدأ الغبار، ويطلع الناس على حقائق المنطقة والعالم، سيقبل الجميع بحقيقة مفادها أن هذا الاتفاق متعدد الأطراف بينها الولاياتالمتحدة ودول أوروبية”. وكانت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، أكدت لدى لقائها مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأوروبية والأمريكية، مجيد تخت روانجي، في بروكسل يوم الخميس، تعهد الاتحاد الأوروبي بتنفيذ الاتفاق النووي بشكل كامل، كما شددت على ضرورة التزام كافة الأطراف بتطبيقه. ومن جهتها أكدت الخارجية الأمريكية يوم الخميس أنه ليس هناك ما يمنع واشنطن من الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته الدول العظمى وإيران العام الماضي، لضمان عدم حيازة طهران السلاح النووي، إذا ما أراد الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب ذلك. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر دون التكهن ”بما ستفعله الادارة الأمريكية المقبلة” أنّه بإمكان أي طرف الانسحاب من الاتفاق. وحذر تونر من ”العواقب الوخيمة التي قد تنجر عن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق”. وشدد المتحدث على أن الاتفاق مع طهران ليس ملزما من الناحية القانونية، ولكن إدارة أوباما ترى أنه من مصلحة الولاياتالمتحدة التمسك به.وردا على سؤال بشأن ما إذا كان انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق يعني استئناف اإران العمل على إنتاج السلاح الذري قال تونر ”نعم، هذا هو الواقع”. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني صرح يوم الأربعاء أنه ”من غير الممكن” أن يلغي ترامب الاتفاق النووي ”رغم تهديده بذلك”. وصرح روحاني أمام حكومته أن ”موقف إيران من الاتفاق النووي، هو أن الاتفاق لم يبرم مع دولة واحدة أو حكومة واحدة بل تمت المصادقة عليه بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، ومن غير الممكن أن تغيره حكومة واحدة”. يذكر أنّ طهران أبرمت العام الماضي اتفاقا مع الدول الكبرى تضمن رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها مقابل خفض نشاطها النووي. وخلال حملته الانتخابية، وصف ترامب الاتفاق بأنه ”كارثي”، مؤكدا أن الغاءه سيكون أولى أولوياته. وفي تقريرها الفصلي الذي صدر الأربعاء، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بالإشراف على مدى تطبيق الاتفاق مع طهران، أن الأخيرة تفي بالتزاماتها تماما.