شدد رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر فيصل أوحدة، على ضرورة التزام المرضى بالنظام الغذائي المقرر عليهم ومداومة المتابعة عند الطبيب، مفندا وجود دواء يعالج داء السكري نهائيا، ناهيك عن بائعي الأعشاب الذين أصبحوا يستغلون مرضى السكري، ليؤكد تسجيل 150 ألف إصابة جديدة بالداء سنويا. استنكر فيصل أوحدة ما يتم الترويج له على أساس ابتكار دواء يعالج مرض السكري نهائيا، معتبرا أن الأمر مجرد دعاية تتلاعب بمشاعر المواطنين خاصة مرضى السكري، حيث قال ذات المتحدث إن البداية كانت بالترويج لاكتشاف دواء يعالج المرض نهائيا، ثم تحول نفس الدواء إلى معالج لأعراض السكري كالتبول اللاإرادي وغيره، لتتحول تصريحات ”مدعي” الابتكار إلى أن الدواء عبارة عن مكمل غذائي، ليؤكد أوحدة أن الأمر خطير كون كثير من المرضى صدقوا معجزة شفائهم نهائيا والتخلي عن الأنسولين، وبدأوا بتحضير أنفسهم من الجانب النفسي للتخلص من السكري. كما تطرق رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر إلى ظاهرة بيع الأعشاب التي تكثر فيها المحلات، وقال إن بائعي الأعشاب يستغلون مرضى السكري للمتاجرة بأعشابهم. وصرح ذات المتحدث بأن الجمعية تتكفل بالمرضى وأسرهم على السواء، وذلك بتوجيههم بالطريقة الصحيحة في التعامل مع مرضاهم خاصة الأطفال، لأنه ليس من السهل إقناع طفل بأنه مصاب بداء السكري، فهو يحتاج لرعاية نفسية من قبل الأسرة بمساعدة الجمعية. ويؤكد الدكتور حبيطوش عبد الحميد، منسق طبي ببيت السكري ب”رويسو”، أن 20 بالمائة من أطفال الجزائر يستعملون الأنسولين، والسبب في ارتفاع النسبة راجع لكون نظام غذائنا تغير من نظام غذاء دول حوض البحر الأبيض المتوسط إلى نظام غذاء غربي مشبع بالدهون والسكريات، إلى جانب قلة الحركة، ليشير ذات المختص إلى أن داء السكري ”النمط 1” أصاب ما نسبته 10 بالمائة من مجموع مرضى الداء بالجزائر، فهو متعلق بالمناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز الدفاعي للجسم الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وهكذا يصبح الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين، علما أن المرض يصيب عادة الأطفال والشباب، أما داء السكري ”النمط 2” فبلغت نسبة المصابين به 80 بالمائة، وهو أكثر الأنماط شيوعا، كونه يصيب البالغين، وتبدو على المريض أعراض تتمثل في التبول اللاإرادي، العطاش الشديد، نقص الوزن، وتعتيم الرؤية، أما داء السكري ”النمط 3” فيصيب النساء الحوامل. وكشف فيصل أوحدة عن وجود 150 ألف حالة جديدة بداء السكري سنويا، علما أن الرقم بقي ثابتا منذ حوالي أربع سنوات، في حين أشاد بوجود قابلية ”التشخيص” من قبل المواطن الجزائري لمعرفة إصابته بالداء، حيث أن انتشار الوعي بهذا الجانب كان غائبا من قبل. كما أن مرضى السكري يجب توجيههم من طرف الطبيب العام، لكن الذين لديهم تعقيدات عليهم التوجه إلى أخصائي في داء السكري، منوها على أن عدد المصابين الذي بلغ حوالي 4 ملايين مصاب أكثر بكثير من عدد الأخصائيين المتوفرين في الجزائر. وتطرق أوحدة إلى المشروبات الغازية التي طرحتها الجمعية منذ سنوات كمشكل يجب أن تتدخل لحله السلطات وعلى رأسها وزارة التجارة بالتنسيق مع وزارة الصحة، كون هذه المواد تحتوي على كمية كبيرة من السكر باتت تشكل خطرا على الصحة العمومية.