حذّرت الأحزاب السياسية، سواء الموالية للسلطة أو المعارضة لها، من الاحتجاجات والانزلاقات التي شهدتها بعض ولايات الوطن والتي قد تؤدي بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه. ودعت إلى إحباط هذه المحاولة الفاشلة التي تهدف إلى ضرب أمن واستقرار البلاد. خلدون: الاحتجاجات إشاعة غذتها مواقع التواصل الاجتماعي اعتبر الناطق الرسمي للأفالان حسين خلدون، في تصريح ل”الفجر”، الاحتجاجات ضد قانون المالية لسنة 2017 التي شهدتها بعض ولايات الوطن مجرد شائعة روجتها مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلا كيف يمكن رفض قانون المالية لهذه السنة، رغم أنه أحسن من قانون المالية لسنة 2016 كونه راعى القدرة الشرائية للمواطن والتي اعتبرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خطا أحمر. وحذر الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني من مثل هذه الإشاعات، ودعا كل القوى السياسية إلى إحباط هذه المحاولة الفاشلة التي تهدف حسبه إلى زعزعة أمن واستقرار البلاد. شهاب: هناك نداءات مجهولة لها خلفيات سياسية وفي ذات السياق حذّر الناطق الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي صديق شهاب، في اتصال هاتفي مع ”الفجر” من الاحتجاجات والانزلاقات التي قد تؤدي بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه، ودعا إلى عدم الانسياق وراء نداءات مجهولة ومغرية لها خلفيات سياسية. وندد شهاب بالطريقة التي يتم من خلالها التعاطي مع المشاكل المطروحة، مشيرا إلى أن هناك منظمات وطنية، كما أن هناك أطرا للنقاش والحوار مع السلطة تجنب البلاد مخاطر هذه الانزلاقات. وقال الناطق الرسمي لحزب ”الأرندي” أن الجزائر أمام تحديات اقتصادية وأمنية صعبة جدا ولابد من التحلي باليقظة والوعي لمواجهتها والتصدي لها، مشيرا إلى أن حزبه موجود في الميدان لتوعية الشعب من خلال الخرجات التي يقوم بها عبر مختلف ولايات الوطن. مقري: التخريب والاعتداء على الممتلكات يخدم السلطة من جانبه، حمل رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، السلطة مسؤولية الاحتجاجات العنيفة التي وقعت، أول أمس، في بعض ولايات الوطن، مدينا النظام السياسي القائم بسبب فشله الذريع والمدوي في الحكم وفساده وعدم قدرته على استعمال خيرات الوطن الوافرة لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي، ومسؤوليته الكاملة عن جعل الجزائريين في هذه الحالة من الاحتقان والحيرة على معيشتهم وعلى مصيرهم. وندد مقري، أمس، على صفحته الرسمية عبر ”الفايسبوك” بسياسة النظام المتواصلة في كسر الأحزاب الجادة ومحاربة المجتمع المدني المفيد وعمله على إنشاء سلسلة أمان له وليس للدولة والوطن من الانتهازيين والنفعيين على مستوى الشخصيات والأحزاب والمجتمع المدني المستفيد. كما اتهم بعض الأطراف بتحريك المحتجين واستعمال العنف لأغراض خفية شخصية وفئوية وجهوية وسلطوية من داخل السلطة أو خارجها أو كليهما، مضيفا أن الذين يستعملون العنف في الاحتجاجات ذاتهم، الذين يهددون استقرار البلد وأمنه. وأكد مقري أن التخريب والاعتداء على الممتلكات في الاحتجاجات لا يخدم إلا السلطة الحاكمة، مشيرا إلى أنه إذا خرج الاحتجاج عن إطاره السلمي انقلب إلى ضده وتحول إلى أداة هدم وليس بناء. ذويبي: المعارضة سبق وأن حذرت السلطة من الشارع من جهته، قال الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، في تصريح ل ”الفجر”، إن الاحتجاجات تعبر عن رفض الشعب لسياسة الحكومة، مبرزا أن مؤشراتها بدأت تظهر مع نهاية سنة 2016 بسبب الأعباء الثقيلة التي فرضها قانون المالية للسنة الماضية على المواطن، بالإضافة إلى الزيادات التي جاء بها قانون المالية لسنة 2017 والتي حملت المواطن البسيط مسؤولية فشل السلطة في تسيير الاقتصاد الوطني. وفي ذات السياق، حذر ذويبي من الانزلاقات التي تؤدي بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه، ودعا إلى الابتعاد عن الفوضى، مؤكدا رفضه الاعتداء على الممتلكات العمومية والخاصة، مشيرا إلى أن المعارضة سبق وأن حذرت السلطة من خروج المواطنين إلى الشارع بسبب تدهور الظروف الاجتماعية، ودعتها إلى انتهاج سياسة رشيدة والسماع إلى صوت الأحزاب السياسية المعارضة.