أعلن العقيد عبدو ندايي، الناطق باسم الجيش السنغالي أنّ قوات بلاده دخلت الأراضي الغامبية، يوم الخميس، في إطار الجهود الإقليمية التي تقودها دول غرب إفريقيا دعما للرئيس الجديد آداما بارو وإرغام الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع على التخلي عن السلطة بعد رفضه الإقرار بهزيمته. وقال ندايي في رسالة نصية قصيرة إلى وكالة ”رويترز” ”دخلنا غامبيا.” وكانت السنغال أمهلت الرئيس الغامبي المنتهية ولايته يحيى جامي لتسليم السلطة إلى خلفه الرئيس المنتخب آداما بارو، وحشدت قواتها على الحدود مع غامبيا وهددت بالتدخل عسكريا لتسليم السلطة للرئيس المنتخب. من جهتها أعلنت نيجيريا إنها سيرت طلعات جوية استطلاعية فوق غامبيا، وقال متحدث باسم القوة الجوية النيجيرية، إن الطائرات التي نفذت هذه الطلعات ”لها القدرة على القيام بضربات جوية”. وجاءت الخطوة، بعد فشل جهود الوساطة التي قادتها نواكشوط لتسوية الأزمة ، حيث أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مساء الأربعاء في القصر الرئاسي الغامبي في بانجول مباحثات على انفراد مع الرئيس الغامبي يحي جامع، وفي أعقاب مباحثاته مع الرئيس الغامبي أدلى ولد عبد العزيز بتصريح للوكالة الموريتانية للأنباء قال فيه: ”لا يمكنني أن أبرر غيابي عن غامبيا في هذه الفترة الحاسمة، أنا هنا للوقوف مع الأشقاء الغامبيين في هذه المرحلة الصعبة، وأجريت مباحثات مع الرئيس وأخرج منها أقل تشاؤما، وسأعمل من أجل حل مرضي للجميع ويخدم مصلحة غامبيا”. ووصل الرئيس الموريتاني فجر الخميس دكار وعقد اجتماعا مغلقا مع الرئيس السنغالي ماكي صال تناولت الوضع الغامبي، وانضم إلى المباحثات الرئيس الغامبي المنتخب السيد آداما بارو. وكان البرلمان الغامبي، يوم الأربعاء، تبنى قرارا يسمح لجامع بالبقاء في السلطة ثلاثة أشهر إضافية، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي للبلاد. وأعربت واشنطن عن دعمها الدبلوماسي للتدخل العسكري في غامبيا لإرغام جامع على التنحي. وردا على سؤال حول التدخل العسكري لقوات السنغال وأربع من دول غرب إفريقيا الخميس إلى غامبيا، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي ”نحن ندعمه لأننا نعتقد أن الهدف منه هو المساهمة في تهدئة الوضع المتوتر ومحاولة احترام إرادة الشعب الغامبي”. وأوضح كيربي أن الدعم الأمريكي المقدم للمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا من أجل الدفع باتجاه رحيل جامع عن السلطة هو دعم ”دبلوماسي” وإنه لن يتم استدعاء أي جنود أمريكيين إلى هناك. وحذر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مجددا من خطر اندلاع ”نزاع مسلح” بين أتباع بارو وجامع، ناصحا الرعايا الأمريكيين بمغادرة غامبيا موضحا إنه ”تمّ إغلاق السفارة الأمريكية في بانجول موقتا”. واعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعم انتقال السلطة في غامبيا. ويطالب القرار الذي تقدمت به السنغال، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، يحي جامع بتسليم السلطة للرئيس الفائز واحترام إرادة الشعب الغامبي ونتائج الانتخابات التي اعترفت بأن آداما بارو رئيس منتخب لغامبيا وممثل للصوت المعبر عنها بحرية الشعب الغامبي كما أعلنتها اللجنة الانتخابية لمستقلة. وأيد القرار قرارات مجموعة غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي للاعتراف بآداما بارو رئيسا منتخبا لغامبيا ويدعو دول المنطقة والمنظمات الإقليمية ذات الصلة للتعاون مع الرئيس بارو في جهوده لتحقيق انتقال السلطة. وقال سفير السويد لدى الأممالمتحدة أولوفس سكوج، الذي تترأس بلاده الرئاسة الدورية للمجلس، عقب انتهاء جلسة مشاورات حول الوضع في غامبيا، ”لقد كررنا طلبنا إلى الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع والسلطات المعنية في غامبيا باحترام نتائج الانتخابات التي أجريت في الأول من ديسمبر الماضي بشكل كامل.” مضيفا أن ”مجلس الأمن شدد على ضرورة تنفيذ انتقال السلطة سلميا، مطالبا باحترام إرادة الشعب في غامبيا وتنفيذ عملية انتقالية بطريقة سلمية ومنظمة، وتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب أداما بارو طبقا لأحكام الدستور في غامبيا”. وكان مجلس الاتحاد الإفريقي، أعلن يوم 13 يناير الحالي، أن المنظمة الإفريقية توقفت عن اعتبار الرئيس الخاسر في الانتخابات يحيى جامع، رئيساً شرعياً لجمهورية غامبيا، اعتبارا من اليوم 19 يناير 2017. وأدى الرئيس الغامبي المنتخب، آدام بارو، في وقت سابق من اليوم الخميس، اليمين الدستورية في سفارة بلاده بالعاصمة السنغالية داكار. وتقول مصادر دبلوماسية إنه بإمكان بارو أداء اليمين الدستورية من أي مكان على أرض غامبيا أو في واحدة من سفارات غامبيا بالخارج. وقالت الأممالمتحدة، الأربعاء، مستندة إلى أرقام أدلت بها الحكومة السنغالية، إن ما لا يقل عن 26 ألف شخص فروا من غامبيا إلى السنغال مخافة اندلاع عمل مسلح. وقالت هيلين كو، مسؤولة الإعلام الإقليمية بمفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين: ”حتى ليلة السادس عشر من يناير، كان هناك 26 ألف شخص”، مضيفة أن ما يصل إلى 80 بالمئة أطفال برفقة أمهاتهم.