رافع, أمس, قياديو الأحزاب المشكلة لاتحاد النهضة والعدالة والبناء, عن خيارهم في دخول المعترك الانتخابي الذي جاء خدمة للدين والوطن والشعب, عكس ما يروج له منتقديهم, فيما أبقوا الباب مفتوحا للانضمام لتحالف مقري ومناصرة. وحملت تدخلات القياديين, خلال الندوة الوطنية للجان الانتخابية الولائية, رسائل صريحة لكل منتقديهم, وخاصة المحسوبين عل التيار الديمقراطي والوطني, حيث أبرز زعيم جبهة العدالة والتنمية, عبد الله جاب الله, أن الأحزاب الإسلامية ترى في هذه الانتخابات مصالح يحكمها الحق, بعيدا عن تحقيق مكاسب شخصية وغنائم, أو التقرب من السلطة حسب ما يتم تداوله, مؤكدا أن تحالف حزبه مع حركتي النهضة والبناء جاء في هذا الباب, ليطالب مناضليه بالعمل في هذا الإطار, دون النظر للفائز في الانتخابات القادمة. أما عن رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بومهدي, فعقّب على من انتقد مشاركة هذه الأحزاب الإسلامية الثلاثة في التشريعيات, على الرغم من أنها منضوية في هيئة التشاور والمتابعة المعارضة للسلطة, حينما أكد أن الطبقة السياسية تستشعر التحديات الكبرى, الأمر الذي يدفعها للاتخاذ مواقف تكون في مستوى هذه التحديات, ولعل قرار المشاركة واحد من المواقف السياسي, حيث تنبأ بمشاركة غير مسبوقة في التشريعيات المقبلة, حفاظا على وحدة وأمن البلاد والشعب, الذي يحتاج اليوم لخطاب أمل عوض اليأس. وبدوره, تحدث الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي عن أهمية الاتحاد في خدمة الدين والوطن, بعد حالة التملل الكبير حيال الوضع السائد نتيجة انتشار الفساد والاستبداد, داعيا السلطة عشية استدعاء الهيئة الانتخابية من قبل رئيس الجمهورية, إلى عدم كبت الأمل لدى المواطنين في هذه الانتخابات, من خلال تعهد صريح عن تنظيمها بنزاهة وشفافية. كما وجه محمد ذويبي ثلاث رسائل أساسية لأبناء الاتحاد, قائلا إنه ”يتعين عليكم أن تضعوا نصب أعينكم ما يريده الشعب الجزائري منكم وأن تكونوا خداما للدين والوطن والابتعاد عن الإملاءات الفوقية التي كره الشعب منها”, مؤكد أن المشروع السياسي الكبير الذي يريده المتحدون لا يمكنه أن يبقى أسير السياسات المنغلقة التي تقتضي حاليا المضي قدما في النهج الذي رسمه الراحل محفوظ نحناح ضمن مدرسة الوسطية والاعتدال, لينتقد السلطة التي روجت وعملت على إبعاد المواطن عن الساحة السياسية بممارساتها, وهوما يعمل عليه الاتحاد اليوم من خلال إعادة رسالة أمل وجب عدم قتلها بممارسات قديمة.