لقي ما لا يقل عن 72 شخصا مصرعهم، فيما أصيب 250 آخرين بانفجار قنبلة داخل مزار صوفي جنوبباكستان، يوم الخميس، حسبما أفاد مسؤول في الشرطة الباكستانية، في أكبر هجوم دموي تشهده البلاد في 2017. وقال وزير الصحة الإقليمي إسكندر علي ماندرو إنّ التفجير استهدف مزار لال شهباز قلندز بمنطقة سيهون في ولاية السند، والذي يبعد بنحو 200 كلم عن جنوب مدينة كراتشي. وأعلنت حالة الطوارئ بجميع المستشفيات في عموم المنطقة التي وقع فيها الهجوم، فيما مازالت عمليات نقل المصابين الى المستشفيات جارية لتلقي العلاج. وقال مصدر في الشرطة إن الهجوم ارتكبه انتحاري دخل الضريح وفجر نفسه بين الموجودين في المكان الذي كان يعج بالمصلين. وأشار إلى أنّ العديد من الجرحى حالتهم حرجة، وسيتم تحويلهم إلى كراتشي عند وصول مروحيات البحرية وطائرة من طراز سي 130 إلى أقرب مطار”. وقال المتحدث باسم حكومة إقليم السند، مولى بوكس شانديو، إن الانتحاري استهدفت ضريح سيهون شريف، في الإقليم الواقع جنوب البلاد، حيث يتجمع الآلاف من الرجال والنساء مساء كل خميس للقيام بالرقص الصوفي والاستماع إلى موسيقاه. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية داعش مسؤوليته عن التفجير. وقال متحدث باسم فصيل تابع للتنظيم في خراسان، وهو الاسم الذي يطلقه المسلحون على مناطق في أفغانستانوباكستان، ”لقد فعلناها”. وقالت وكالة اعماق التابعة للتنظيم إن ”انتحاريا من التنظيم فجر حزامه الناسف بتجمع للشيعة في مزار صوفي في ولاية السند بجنوبباكستان ”. وندد رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، فوراً بالهجوم الذي استهدف مزار لال شهباز قلندر في بلدة سيهوان بإقليم السند. وقال في بيان: ”هجوم ضد أحدنا هو هجوم على الجميع”، مضيفا ”الأيام الأخيرة كانت صعبة وقلبي مع الضحايا. لكن لا ينبغي أن ندع هذه الأحداث تفرقنا أو تخيفنا. (...) لقد واجهنا ظروفا أصعب من هذه واستمرينا. سابذل كل ما فى وسعي لحماية هذا البلد”. ومن جانبه، دعا قائد الجيش الجنرال قمر جواد بجوا إلى الهدوء، وأكّد للباكستانيين أن ”قواكم الأمنية لن تدع قوى معادية تنتصر”. ومن جهته، أكّد الرئيس الباكستاني ممنون حسين أنّ ”العمليات ضد الإرهابيين ستتواصل في كل أنحاء البلاد”، وأضاف القول ”لن ندع أناساً أبرياء تحت رحمة الإرهابيين وسنثأر لكل قطرة دم أريقت”. يذكر أن ”لعل شهباز قلندر” هو شاعر وفيلسوف قديم يعرف أيضا باسم ”عثمان المروندي”، وقد سافر الى إقليم السند واستقر في منطقة سيوستان حتى وافته المنية سنة 673 هجرية، ويزور ضريحه كل عام الآلاف، خاصة في ذكرى وفاته. وفي السياق، كشفت مصادر أمنية باكستانية، عن حملة واسعة شنّتها القوات الاتحادية والشرطية، فجر أمس، في جميع أنحاء البلاد، أسفرت عن مقتل 39 مسلحاً على الأقل. ونقلت وسائل إعلام محلية عن تلك المصادر، بأنّ العمليات العسكرية جاءت بعد ساعات من الهجوم الانتحاري الذي استهدف المزار الصوفي في مدينة ”سهوان” جنوب البلاد. وأضافت المصادر أنّ ”قوات الأمن شنّت ، ليل الخميس، هجماتا ستهدفت أوكارا للمسلحين، وأن الاشتباكات معهم، أسفرت عن ”مقتل 39 على الأقل من المسلحين”، واعتقال 47 مشتبهًا به، بما فيهم أشخاص من إقليم السند. وإضافة إلى تفجير المرقد الصوفي، انفجرت قنبلة تقليدية الصنع، يوم الخميس، تزامنا مع مرور قافلة عسكرية في محافظة بلوشستان المضطربة في جنوب غرب البلاد، خلفت مقتل ثلاثة جنود وإصابة اثنين آخرين، بحسب بيان للجيش. وشهدت باكستان هذا الأسبوع سلسلة تفجيرات تبنتها حركة طالبان-باكستان بينها تفجير في لاهور أسفر عن مقتل 13 شخصا يوم الاثنين الماضي. وفي نوفمبر الماضي استهدف ”تنظيم الدولة” ضريحًا بولاية بلوشستان جنوبيباكستان؛ ما أدى إلى مقتل 52 شخصاً، وإصابة 100 آخرين.