l تقرير التايمز: قوات خاصة بريطانية وأمريكية تقودان الهجوم غرب المدينة بدأت القوات العراقية، يوم أمس، المرحلة الثالثة من تحريرِ مدينة الموصل من قبضة التنظيم، وذلك بالتوجه صوب الساحل الأيمن للمدينة على الضفة الغربية لنهر دجلة. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أن القوات العراقية نجحت في تطهير نحو 60 كيلومتراً مربعاً من الساحل الأيمن من الموصل بعد أن حرّرت عدة قرى وقتلت العشرات من عناصر تنظيم ”داعش”.
وأوضحت القيادة أنه جرى ضرب أهداف في عمق المناطق التي يسيطر عليها التنظيمالإرهابي، بعد استهداف طائرات التحالف والقوة الجوية العراقية لها بنحو 54 غارة، لافتة إلى أن هذه الغارات أوقعت عدداً كبيراً من القتلى في صفوف عناصر ”داعش”، وتدمير عددا من الآليات الحربية ومخازن الذخيرة. ويتوقع مراقبون أن تواجه هذه الحملة صعوبات أكبر مقارنة بالمراحل السابقة، كوا توقعوا موجة نزوح كبيرة نظرا للكثافة السكانية العالية في منطقة المعارك والحالةِ الإنسانيةِ المتردية والحصار الخانق. يأتي ذلك بالتزامن مع وصول وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في زيارة غير معلنة إلى بغداد، تعد الأولى له، منذ توليه منصبه في إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ شهر. ومن المفترض أن يلتقي ماتيس العبادي ووزير الدفاع عرفان الحيالي. وخاطب ماتيس العراقيين قائلا ”لسنا هنا من أجل نفطكم”. وجاءت هذه التصريحات بعد تلميحات الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق أمام مسؤولين في المخابرات المركزية الأمريكية بأنه كان ينبغي على الولاياتالمتحدة الاستحواذ على احتياطيات الخام العراقية لتسديد تكاليف الغزو عام 2003 الذي أنهى حكم صدام حسين. وأعقبتها تصريحات لرئيس الوزراء حيدر العبادي والتي قال فيها، إنّ النفط العراقي ملك للعراقيين. ونقلت صحيفة ”نيويورك تايمز” عن الوزير الأمريكي قوله لعدد من الصحفيين ”في أمريكا ندفع مقابل ما نحصل عليه من غاز ونفط، وأعتقد أننا سنستمر في ذلك بالمستقبل”. وتسعى القوات العراقية إلى الوصول في المحور الجنوبي إلى معسكر الغزلاني ومطار الموصل، وهي عملياً تبعد 8 كيلومترات من الحدود الإدارية للساحل الأيمن للمدينة. وفي السياق، كشفت صحيفة ”التايمز” البريطانية في تقرير حمل عنوان: ”القوات الجوية الخاصة رأس حربة تحرير الموصل”، نشر على موقعها يوم أمس، بأنّ قوات خاصة بريطانية وأمريكية تقود الهجوم الذي تشنه القوات العراقية لتحرير غرب الموصل من قبضة داعش. ويقول التقرير إن ”قوات خاصة بريطانية وأمريكية تقود الهجوم الجديد لتحرير الجانب الغربي من الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية والمعقل الأخير لتنظيم داعش في العراق”. وقال التقرير إنه تم إقحام ” القوات الجوية الخاصة البريطانية وقوات القبعات الخضر وعناصر كوماندوس ”دلتا فورس” إلى جانب وحدات قتالية من القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة الكردية في المعركة التي يتوقع لها أن تتواصل لأشهر لاستعادة ما تبقى من الموصل وتحرير 650 الف مدني”. ولفت التقرير إلى أنّ دور القوات الأمريكية والبريطانية ”يقتصر على تقديم المشورة والتدريب لكن تمّ جرها إلى ساحة القتال”. وأضافت الصحيفة أنّ ”هذه القوات الخاصة أحبطت هجوما بسيارة مفخخة، أول أمس، وقضت على منفذه، كما وجهت الضربات الجوية التي نفذها التحالف على الأرض، وساعدت نحو 50 ألفا من عناصر الجيش والشرطة والقوات شبه العسكرية في التقدم نحو المدينة من الجنوب والغرب وأن 4 جنود أمريكيين قتلوا في تلك المعارك ”. ومن جانبها قالت صحيفة الديلي ستار بشأن العملية إن القوات الخاصة تقود حربا سرية لهزم داعش، وأنّ القوات البريطانية الضاربة بصدد التحضير لتوجيه الضربة النهائية لداعش تزامن مع اندفاع القوات العراقية إلى غرب الموصل. وأوضح تقرير التايمز أنّ ”القوات الجوية الخاصة البريطانية جزء من عملية ”شادر”، حيث يشارك قرابة 1350 من العسكريين البريطانيين في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، إضافة إلى 450 من مستشاري القوات الخاصة الأمريكية في العراق، وأنّ هؤلاء يعدون من بين 5 آلاف جندي الذين يشكلون القوات الأمريكية في العراق، ويعملون بمعية نحو 30 من القوات الخاصة الجوية البريطانية في تدريب قوات البيشمركة وإعدادها للهجوم. وهم مخولون بإطلاق نيران أسلحتهم دفاعا عن النفس”.